١٦‏/٠٤‏/٢٠٠٩

حياة

ربما تمسك حجرا وتتأمل لونه وتركيبه, ربما تعدد استخداماته أو تذكر أصله وتكوينه, حتى اذا مللته قذفته بقوة دون أن تلقي له بالا, هو ليس أكثر من جسم مصمت صلب لا يحمل أي روح أو وجدان, تستحضر فجأة قول رسولك"اني لأعلم حجرا في مكة كان يسلم علي"
تتصور كيف يأتي حجر بفعل "السلام", يجعلك ذلك تعايش تسبيح الحصى في يد محمد _عليه الصلاة والسلام-ثم كيف واصلت تسبيحها في يد ابي بكر ثم عمر , يأخذك الـتأمل, يعزلك عن كل همومك, يجعلك على تماس مع الحقيقة, تتذكر قول نبيك عن "جبل" ليس سوى كتلة صخرية مصمتة صلبة قاسية"هذا احد نحبه ويحبنا", جبل "يحبهم".....


ربما تتابعت صور الأخضر امام عينيك, اراض زراعية لا تنتهي , متشابهة متطابقة تماما, تسرح نظرك فتمل نفسك التكرار, تحاول جاهدا ان تتجاوز اللون والمادة, يقفز الى ذهنك" وما تسقط من ورقة الا يعلمها" تنعزل عن كل ما يحيطك وتتعلق" بورقة يعلمها" تتأمل حالها بين النمو والسقوط , تتخيل مداعبة النسيم لها, تصفو روحك بعلمه, تستحضر قوله"كل قد علم صلاته وتسبيحه" توقن ان ورقتك تصلي وتسبح في كل احوالها
يأسرك فعل الصلاة والتسبيح من ورقة , تسمو فترهف السمع لأنين جذع فارق نبيك-عليه الصلاة والسلام-


تتعجب من وحدة وغربة تتغمد قلبك وروحك في كون يسبح ويصلي, متناغم تماما معك, كيف خدعك الجماد واللون عن "روح" كون يتنفس ايمانا وعبادة.....


خصص وقتا يوميا لتأملك......
تأملك حياة..................


******************************************************

تحديث:
هذه الايات قد تشكل البداية:
"وله أسلم من في السماوات والأرض"
"ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال"
"والنجم والشجر يسجدان"
"سبح لله مافي
السماوات والأرض"
"ان من شيء الا يسبح بحمده"
"وماتكون في شأن وما تتلو منه من قران ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين"

"بعض المعرفة بالسيرة ومعجزات الرسول بتكثير الطعام اوالبركة قد تجعل مأكلك ومشربك شيئا اخر"
"بعض المعرفة عن خلق ربك وكونه وكائناته قد تشاكل فارقا"



٠٥‏/٠٤‏/٢٠٠٩

صفو

ربما تبدأ بارتعاشة رقيقة تسري على خده, يليها انكماش ذقنه لأعلى , تنقبض شفتاه بتقوس خفيف لأسفل, تكتم أنفاسه تماما , يعقد حاجبيه, تضطرب رؤيته , تتداخل الصور, تتسارع انفاسه تماما, يبادر برفع يديه الى مقلتيه, يسمح لنفسه ان تتمادى طالما كان بعيدا عنهم, يغسل قلبه, تصبح رؤيته نقية واضحة, تماما كما يرى عالمه بعد هطول المطر, جميلا نقيا طاهرا...
تخبت نفسه...تستكين روحه..يغمره هدوء ونور...يصفو ويواصل دربه......