٢٥‏/٠٦‏/٢٠١١

ابتعد

-فلنفترض ان رجلي اطفاء دخلا غابة لاطفاء حريق صغير,لاحقا بعد خروجهما وتوجههما الى جدول الماء,يكون وجه احدهما ملطخا بالسواد ,ووجه الاخر نظيفا تماما,سؤالي هو:اي من الاثنين سيغسل وجهه؟؟

-الرجل المتسخ طبعا...

-لا,سينظر الرجل المتسخ الوجه الى الرجل الاخر,ويعتقد انه يشبهه,والعكس صحيح,سيرى الرجل النظيف وجه زميله مكسوا بالاوساخ وسيقول لنفسه لابد ان وجهي متسخ ايضا,حري بي ان اغتسل
*



لم ينصلح حاله الا بعد ان فارقهم,تواجده معهم حتى وان بدا يتغير للافضل كان يشعره بانه سيء قبيح ذميم الخلق,حياته وبعثه بدات بابتعاده عنهم,لم يفهم  لماذا يفضل البعد مهاجرا لربه,مخلفا اصحابه على ما يعلم فيهم من خير شابه سوء, وعلى ما في قلبه من محبة لهم وشوق لمجالستهم وصحبتهم, لم يفهم لماذا يصبح  اكثر اتزانا وثباتا وثقة كلما ابتعد عن صحبه حتى قرا هذا المقطع

:
-طالما نظرت الى نفسي فيمن عرفت,كنت انظر الى وجوهمم الجميلة النظيفة وارى فيها انعكاسا لنفسي وهم من جهة اخرى كانوا ينظرون الي ويرون القذارة تغطي وجهي ومهما كان ذكاؤهم وثقتهم بانفسهم فقد كانوا يرون انعكاسهم في ذاتي ويعتقدون انهم اسوا مما يظهروا حقيقة


(لايعني  انه  اصبح نظيف الوجه,هو فقط يحاول)



*المقطع من رواية "الزهير"لباولو كويلهو...... 


اعتذر عن عدم تواجدي بانتظام هنا هذه الايام

١٥‏/٠٦‏/٢٠١١

قبول

 كان وحيدا بلا ظل,اكتشف ذلك في مهد طفولته عندما شاهد توأمه يلاعب سوادا يقابله,يبسط سبابته والخنصر بينما ترتكز الوسطى والبنصر على ابهامه بانقباض لطيف,فيخلق زرافة عنقها ذراعه,حاول جاهدا أن يكون زرافاته وعصافيره بلافائدة,في صورهم العائلية كان مختفيا,تماما كصمت حديثه معهم,عندما ذهلت والدته اخذ يشرح لها اين كان يقف,بامكانها ان تلحظ وقفته من اقتطاع مبهم على شكل انسان صغير,يتحرك بعشوائية في بعض صورهم,فضل لاجل ذلك ان يلعب دائما دور المصور في حياته الجامعية,لم يكن احد يلاحظ انعدام ظله,اصطدام جسده بهم ومصافحته لهم,كانت تؤكد وجوده,آثر لاجل ذلك ان يسكن هامس الضوء,متأملا ظلالهم معايشا افكاره


ابهجه سواد باهت يقابل حديثه معها,سواد كان يعدمه اذا فارقها او حتى التهى باله عنها,بسماتها كانت تزيد ظله تركيزا,العجيب انه عندما شاركها حكاوي صباه وقصص طفولته,شاهد ظل صبي يولد من رجل  في العشرين,ظل صبي يصير كلماته افعال,يقول مبتسما لها"ركضت لامسك بصديقي فتعرقلت بحجر دحرجني وكسر سنتي الامامية"فيجد ظل الصبي يركض ليتدحرج ,ثم يمسك فاه ليريها سنه الامامي




عندما صارحها وبشرته بقبولها,اصبح له ظل رجل في عقده الثالت



تدوينتك القادمة ابتعد
انتظرها في 25/6 



٠٥‏/٠٦‏/٢٠١١

مشغول

صائدو السمك اذا ما واجهتهم سمكة قرش ضخمة,وخافوا منها على قواربهم الصغيرة فان كل ما يفعلوه هو ان يلقوا لها قارب صغير فارغ او لوح خشبي كبير تظل تناطحه زمنا بينما ينشغل الصيادون بعملهم بعيدا عن قاربهم الفارغ حتى تنهك قوى سمكة القرش فترحل هامدة ويحقق الصيادون صيدهم....


اوريليانو ابن خوسيه اوريليانو الاول,وبعد ان حقق كل انتصاراته العسكرية,وقاد المعارضة في بلاده لحدود تحقيق الانقلاب والحكم,وقع اتفاقية مع الحكومة تنحى فيها عي قيادته وتم تهميشه تماما في قريته,انتهت حياته العسكرية المبهرة للاشيء,وكأن كفاحه وانتصاراته على مدى السنين لم تكن شيئا,لكنه كان يلتهي عن افكاره اليومية السلبية من ندم واخفاق واحباط ووحدة بفعل كان ياسرني  كثيرا...كان يلتهي عن افكاره بصنع اسماك ذهبية في غاية الدقة والجمال,اسماك بقي ان ينفخ فيها فتصبح حية تسعى,يبدأ صناعتها مع شروق الشمس وينهيها مع غروبها,لكنه لا يخلد الى فراشه قبل ان يتاكد انه قد أذاب كل ماصنع من اسماك عيونها الياقوت وجسمها الذهب,حتى اذا ما استيقظ من غده,اصبح وعاد فعله من جديد بتركيز وانشغال تام...اسماك زينته كانت قواربه الفارغة يلقيها لقروش افكاره ووحدته....


بامكانك ان تفيد نفسك وأمتك بفعل تلتهي به عن همومك,ان ابتلاك ربك بما تغتم به,ولا تجد له حلا الان,فانشغل عنه بهواية تحبها,بفكرة تحلم ان تصيرها حقيقة,باخوان تخالطهم وتتخذهم دروعا امام احزانك,روتين حياتك اليومي ان كان ممتلئا من شروق الشمس حتى الليل اذا سجى,فذلك يبقيك في معزل عن احزانك بما يفيدك ويبقيك حيا ساعيا متحركا


اصنع قواربك الفارغة,واجعل سعادتك هدف تلقي لاسماك غمك وخوفك ما تلتهي به عنك...
 

اصنع قواربك تسعد


 تدوينتك القادمة:قبول
انتظرها في 15/6