ثمة نسر في المنتصف,معلق على خلفية بيضاء,يقولون ان طعام النسور الجيف....فهي تنتظر ان يصطاد غيرها ثم تلهث خلف ما ترك من صيده...او ربما ظلت النسور تحلق في اسراب مستعرضة قوة متوهمة وضخامة هشة,تبقى على تحليقها حتى تقع على جيفة ميتة ,فترتع نهشا واكلا بدناءة مطلقة....لاعجب ان تجد نسرا ذهبيا في منتصفه...فالنسر حالهم.....
اما الاحمر...قطرات من دم فئران تأكل بعضها....الابيض عزلة تامة عن اي وعي او ادراك....عزلة تحلق فيها النسور حيث تستقر في منتصف العلم...الابيض حالة ايمانية لا تتجاوز عتبة المسجد ...او قد تراه في لهو مغرق في شهوانية تغيب العقل والحواس...الاسود اصدقهم دلالة....ظلم تام في كل امر.....
اللون مطلق الدلالة,ليس رمزا ثابتا على الدوام,ما كان أبيض لحرية ,وأحمر من دماء الشهداء,قد يصبح يوما نهشا بمنطق الغاب,العلم مرآة لهم,اصدق ما فيهم علمهم,منهم يكتسب قيمته,ربما لاجل ذلك لا افخر ولا اعتز برؤيته...كما انني لا اتصور انني قد الوح مبتهجا برمز ضعفنا جميعا...ذلك لانني شاب ولدت في سلام...وعايشت نسرا يأبى الرحيل...لم احضر ايام نصرهم ورفرفته الشامخة ...الا تراه ميتا متربا في كل مدرسة وجامعة...كذلك هم موؤودون احياء....