٢٢‏/١١‏/٢٠١٤


نور.....عماد الجندي 
أين اختفيت؟؟؟
ربما التهمني العالم الأزرق
ربما لم نعد نستطيع البوح كما ينبغي
ربما زهدنا في المشاركة
أو أحسسنا بعبثها
على أي حال
 نفتقدكم

 بإمكانكم متابعتنا هنا

٢٥‏/٠٦‏/٢٠١١

ابتعد

-فلنفترض ان رجلي اطفاء دخلا غابة لاطفاء حريق صغير,لاحقا بعد خروجهما وتوجههما الى جدول الماء,يكون وجه احدهما ملطخا بالسواد ,ووجه الاخر نظيفا تماما,سؤالي هو:اي من الاثنين سيغسل وجهه؟؟

-الرجل المتسخ طبعا...

-لا,سينظر الرجل المتسخ الوجه الى الرجل الاخر,ويعتقد انه يشبهه,والعكس صحيح,سيرى الرجل النظيف وجه زميله مكسوا بالاوساخ وسيقول لنفسه لابد ان وجهي متسخ ايضا,حري بي ان اغتسل
*



لم ينصلح حاله الا بعد ان فارقهم,تواجده معهم حتى وان بدا يتغير للافضل كان يشعره بانه سيء قبيح ذميم الخلق,حياته وبعثه بدات بابتعاده عنهم,لم يفهم  لماذا يفضل البعد مهاجرا لربه,مخلفا اصحابه على ما يعلم فيهم من خير شابه سوء, وعلى ما في قلبه من محبة لهم وشوق لمجالستهم وصحبتهم, لم يفهم لماذا يصبح  اكثر اتزانا وثباتا وثقة كلما ابتعد عن صحبه حتى قرا هذا المقطع

:
-طالما نظرت الى نفسي فيمن عرفت,كنت انظر الى وجوهمم الجميلة النظيفة وارى فيها انعكاسا لنفسي وهم من جهة اخرى كانوا ينظرون الي ويرون القذارة تغطي وجهي ومهما كان ذكاؤهم وثقتهم بانفسهم فقد كانوا يرون انعكاسهم في ذاتي ويعتقدون انهم اسوا مما يظهروا حقيقة


(لايعني  انه  اصبح نظيف الوجه,هو فقط يحاول)



*المقطع من رواية "الزهير"لباولو كويلهو...... 


اعتذر عن عدم تواجدي بانتظام هنا هذه الايام

١٥‏/٠٦‏/٢٠١١

قبول

 كان وحيدا بلا ظل,اكتشف ذلك في مهد طفولته عندما شاهد توأمه يلاعب سوادا يقابله,يبسط سبابته والخنصر بينما ترتكز الوسطى والبنصر على ابهامه بانقباض لطيف,فيخلق زرافة عنقها ذراعه,حاول جاهدا أن يكون زرافاته وعصافيره بلافائدة,في صورهم العائلية كان مختفيا,تماما كصمت حديثه معهم,عندما ذهلت والدته اخذ يشرح لها اين كان يقف,بامكانها ان تلحظ وقفته من اقتطاع مبهم على شكل انسان صغير,يتحرك بعشوائية في بعض صورهم,فضل لاجل ذلك ان يلعب دائما دور المصور في حياته الجامعية,لم يكن احد يلاحظ انعدام ظله,اصطدام جسده بهم ومصافحته لهم,كانت تؤكد وجوده,آثر لاجل ذلك ان يسكن هامس الضوء,متأملا ظلالهم معايشا افكاره


ابهجه سواد باهت يقابل حديثه معها,سواد كان يعدمه اذا فارقها او حتى التهى باله عنها,بسماتها كانت تزيد ظله تركيزا,العجيب انه عندما شاركها حكاوي صباه وقصص طفولته,شاهد ظل صبي يولد من رجل  في العشرين,ظل صبي يصير كلماته افعال,يقول مبتسما لها"ركضت لامسك بصديقي فتعرقلت بحجر دحرجني وكسر سنتي الامامية"فيجد ظل الصبي يركض ليتدحرج ,ثم يمسك فاه ليريها سنه الامامي




عندما صارحها وبشرته بقبولها,اصبح له ظل رجل في عقده الثالت



تدوينتك القادمة ابتعد
انتظرها في 25/6 



٠٥‏/٠٦‏/٢٠١١

مشغول

صائدو السمك اذا ما واجهتهم سمكة قرش ضخمة,وخافوا منها على قواربهم الصغيرة فان كل ما يفعلوه هو ان يلقوا لها قارب صغير فارغ او لوح خشبي كبير تظل تناطحه زمنا بينما ينشغل الصيادون بعملهم بعيدا عن قاربهم الفارغ حتى تنهك قوى سمكة القرش فترحل هامدة ويحقق الصيادون صيدهم....


اوريليانو ابن خوسيه اوريليانو الاول,وبعد ان حقق كل انتصاراته العسكرية,وقاد المعارضة في بلاده لحدود تحقيق الانقلاب والحكم,وقع اتفاقية مع الحكومة تنحى فيها عي قيادته وتم تهميشه تماما في قريته,انتهت حياته العسكرية المبهرة للاشيء,وكأن كفاحه وانتصاراته على مدى السنين لم تكن شيئا,لكنه كان يلتهي عن افكاره اليومية السلبية من ندم واخفاق واحباط ووحدة بفعل كان ياسرني  كثيرا...كان يلتهي عن افكاره بصنع اسماك ذهبية في غاية الدقة والجمال,اسماك بقي ان ينفخ فيها فتصبح حية تسعى,يبدأ صناعتها مع شروق الشمس وينهيها مع غروبها,لكنه لا يخلد الى فراشه قبل ان يتاكد انه قد أذاب كل ماصنع من اسماك عيونها الياقوت وجسمها الذهب,حتى اذا ما استيقظ من غده,اصبح وعاد فعله من جديد بتركيز وانشغال تام...اسماك زينته كانت قواربه الفارغة يلقيها لقروش افكاره ووحدته....


بامكانك ان تفيد نفسك وأمتك بفعل تلتهي به عن همومك,ان ابتلاك ربك بما تغتم به,ولا تجد له حلا الان,فانشغل عنه بهواية تحبها,بفكرة تحلم ان تصيرها حقيقة,باخوان تخالطهم وتتخذهم دروعا امام احزانك,روتين حياتك اليومي ان كان ممتلئا من شروق الشمس حتى الليل اذا سجى,فذلك يبقيك في معزل عن احزانك بما يفيدك ويبقيك حيا ساعيا متحركا


اصنع قواربك الفارغة,واجعل سعادتك هدف تلقي لاسماك غمك وخوفك ما تلتهي به عنك...
 

اصنع قواربك تسعد


 تدوينتك القادمة:قبول
انتظرها في 15/6


٢٥‏/٠٥‏/٢٠١١

بدايات

كل شيء في عائلتي مناصفة,لاحقوق يفرضها العمر او الجنس,كان بديهيا في عامي الجامعي الاول ,ان اتقاسم واختي مهام معيشتنا,علي اتمام المشتريات ونظافة غرفتي,وعليها باقي الشقة وتجهيز الطعام,اما الغسيل سواء للملابس او الصحون فيتم بالتناوب,لاول بضعة اشهر ,كان التقسيم حادا صارما,اذا نظفت غرفتي ووصلت لعتبتها,اتوقف تلقائيا حتى وان كانت الصالة متسخة امامي,فصالتها من مهامها ليست من مهامي ,بمرور الوقت تجاوزنا تحفز كل منا لحقوقه منتظرا واجب الاخر,بمرور الايام تشاركنا كل شيء,بامكانك ان تراني اعد طعامنا وانظف شقتنا,بينما تحادثني اختي سائلة عما ينقص المنزل,فعذرتها وقدرت فعلها, وهي ايضا عذرت تقصيري وقدرت فعلي, تجاوزنا تكلف بدايتنا وحدتها ,و اصبحنا بعد بضعة اشهر نقدم ما يمكننا ببساطة دون تحديد



ربما ظل ظمآن لساعات,بحجة انه لا يجد منتجا يبتاعه لا يقاطعه,او ربما اعتذر لاصدقائه عن تناول وجبة الغداء معهم, لانه لاتوجد مطاعم غير التي يقاطعها,متصبرا باي قصع بسكويت وعصائر,هذا كان فعله في بداية مقاطعته ,الان بامكانه ان يشتري ما يقاطع اذا اضطر لذلك,معوضا قضيته بضعف ما اشترى به,تكفيرا عن كسره لمقاطعته,وتجديدا لانتمائه لفكرته,بامكانه ايضا ان يشتري طعامه من مطعم اخر,ويتوجه بوجبته لاصدقائه في مطعمهم الذي يقاطعه,لا باس بقليل من الغرابة ان نصر فكرته,بداية مقاطعته كانت حادة صارمة متحفزة,الان اصبحت لينة متعقلة معتادة



في بداية كل عام دراسي يمسك كتابه ويقلب اوراقه,ثم يقسمها على فترات زمنية,الساعة الواحدة عليه ان ينجز فيها قرابة العشر صفحات,يمسك ورقته الاولى ويبدا,تمر الربع ساعة وبعده لم يتجاوزها,يبادر بتقليب اوراقه,فيضيق صدره لما تبقى له,تمر الربع ساعة وبعده لم يتجاوز الصفحتين,في بداية كل عام ,ومع بداية دراسته واستذكاره ,يفكر في نتيجته ويترقب لحظة اختباره مضيعا تركيزه, بداية عامه الدراسي مترقبة متعجلة حالمة,تمر الايام فينجز خمس صفحات في الساعتين ولا يابه لنتيجته,يكفيه ان يتعلم


يخبرني قريبي انه في بداية التزامه حرم على نفسه واسرته كل شيء,يخبرني بلسانه انه كان فظا غليظا,سود حياته وكفر اسرته,بدايته كانت متطرفة,الان وضعه مختلف كليا,فبدايتنا دائما ماتكون متحفزة مترقبة او حتى صارمة متعجلة حالمة,ايا كانت حاول ان تتجاوزها مستمتعا بما يليها من ليونة وعمل دون تكلف,اذا كانت بدايته حتمية, فهو يلتهي عنها بعمل اخر صغير يلهيه عنها, ويكثف من تركيزه فيما يعمل, فيقلل مدة بدايته باعتيادها,يحاول ان يجعل جديده روتين يومي,فينساب عمله وتسعى تروسه وينطق عقله بالدرر ان تجاوز بدايته....حاول ان تتجاوزها


تدويناتك القادمة
مشغول,قبول,ابتعد
انتظرها في 5,15,25/6
تحياتي.

١٥‏/٠٥‏/٢٠١١

افتعال

عندما سأل الملك وزيره عن رايه في الطبع والتطبع,اجابه الوزير بانه على يقين ان الطبع يغلب التطبع ,هنا ابتسم الملك وصفق مرتين ليفاجىء الوزير بتشكيل قططي على شكل مثلث تتحرك فيه القطط بمرونة وخفة ,الاجمل انها  كانت منتصبة تقفز على قائمتيها الخلفيتين بينما تمسك شمعة بالاماميتين,تشكيل القطط اذهل الوزير,وكانها قرود او حتى بشر تتقافز ممسكة بشموعها في خفة ورشاقة,هنا ضحك الملك وسال الوزير عن رايه في الطبع والتطبع,ظل الوزير صامتا واجما دون ان ينطق بكلمة,عندما عاد لمنزله سالته جاريته
عن تغير حاله,فقص عليها ما حدث ,ابتسمت الجارية واسرت له ما عليه فعله


في الصباح اتجه الوزير للقصر,وسال الملك عن رايه في الطبع والتطبع,ضحك الملك واجابه بالتصفيق,فخرجت القطط في تشكيلها البديع,ابتسم الوزير واخرج من جيبه فارا,اطلقه في وجه القطط,فهاجت القطط وماجت وعادت تركض كما خلقها ربها على اربع,ملاحقة لفار رخيص مضيعة كل اوقات التدريب,ضحك الوزير وسال الملك :ما قولك في الطبع والتطبع


مازلت تذكر الظروف القياسية؟ماتعلمناه في التفاعلات الكيميائية انها تحدث ضمن "ظروف قياسية" يتم فيها تحييد الضغط والحرارة,ذلك ان اي تغيير فيهما يجعل الناتج مختلفا,ما اعتقده انني اتعامل مع طباعي السيئة ضمن" ظروف قياسية" تماما كما تعاملت القطط,فطالما كانت حياتي سهلة ميسرة وديعة,استطعت ان اتطبع بكل جميل,قد اصل الى حد الاتقان احيانا,حتى اذا ما ظهر لي فأر ضاغط او ازدادت حرارة اقداري,وجدتني اعود لسابق عهدي,اركض على اربع خصال تهلكني,محاولا افتراس ارخص الاسباب متعذرا بوجودها,مضيعا مجاهدة وتدريب ايام وشهور


عندما عاتبت صديقي لسوء اهتمامه_نادرا ما اعاتب_وجدته يهاتفني كل يوم,حتى انه اخذ يعلق على كل تدويناتي القديمة والجديدة_لم اطلب او اذكر ذلك_اذا اخبرته انني متجه لمكان ما ,اجده يهاتفني ليطمئن على احوالي,صدقا لم اقتنع او حتى استسيغ فعله,الاهتمام طبع لا يكن بهذا التكلف,بعد مرورنا بفترة ضاغطة اختفى كالزئبق,لا اتصالات ,لا تعليق ولا معرفة بتفاصيل جديدة او سؤال عن الاحوال,الادهى انه وبعد فترة انقطاع طويلة , ظهر فجاة ليسألني عن رايي في اهتمامه الان,كان سعيدا مخلصا في سؤاله,ابتسمت واخبرته:جميل

هذه التدوينة اكتبها لي,حتى لا انسى غواية طباعنا ,حتى لا اركن واحسب انني امتلكت طبعا حميدا بمجرد افتعال سطحي,طالما كنت ادرك انني افتعل ما ليس مني ولا فيني,واني مازلت اجمل نفسي قسرا لتصبح شيئا آخر ,طالما كنت اتعامل مع سيئات نفسي وسوؤها بملاحظة ومراقبة وتمرن,طالما كانت "الانا" حاضرة تراقبني من مسافة,فتحكم وتقيم وتعلن نتائجها,طالما كان فعلي متجملا يسبقه تفكير واصطناع,طالما تحركت وتفاعلت ضمن ظروف قياسية تجعلني على اجمل حال,حتى اذا ظهر فأر خوفي اضطرب حالي وساء
فعلي,طالما كان كل ذلك او بعضه,فانا مازلت اتطبع...مازلت افتعل

ربما يثريك "سجن العمر"هنا
اعتقد ان افتعال هي سجن العمر2




تدوينتك القادمة:بدايات
انتظرها في 25/5
تحياتي