٠٥‏/١٢‏/٢٠٠٨

الفرصة

كنا في الثالث الابتدائي...مضت اسابيع من التدريب على العرض الرياضي...كانت السنة الاولى لمشاركة مدرستنا في مسابقة طلابية...العرض كان يتضمن ثلاث فقرات...يجمعها فكرة واحدة,هي الربط بين الحركة والتخيل بالحواس...


الفقرة الاولى كانت اكثر ما يمتعنا جميعا...نقوم فيها بتقليد حركات الحيوانات بالغاب...اغاني صفاء ابو السعود كانت خلفية لبعض الاجزاء من الفقرة كتقليدنا للعصفور والحصان...بينما الف وغنى الاستاذ "حسن" مدرس الالعاب بقية الاغاني بصوته كخلفيات لبقية الحيوانات....


اكثر ما امتعنا الجزءالمخصص للحصان والعصفور...كنا نتنافس فيما بيننا اينا يستطيع ان يكون الافضل...افضل جواد هو الاكثر سرعة واقداما وخفة...كل ماعلينا ان نقبض أكفنا وكأننا نمسك بلجام ثم نركض ...خطوتين على الارض والثالثة نقفزها في الهواء...العصافير كانت اجمل ما يرهف حسنا وحركتنا...بعد كل اقدام الحصان وجموحه ننقلب لرقة ووداعة ينفطر لها الحجر...


الفقرة الثانية كانت باستخدام الكرة...كل" صافرة" من المدرس تعني ان نؤدي حركة جديدة تختلف عن سابقتها..المهم ان لا تتوقف الكرة عن "التنطيط" وان لا تشرد منك اثناء تنقلك من حركة لاخرى....بعضنا نسي ترتيب الحركات يوم المسابقة... لكن الحضور لم يلحظ شيئا ...اعتقدوا ان العرض تضمن هذا الاختلاف.....


الفقرة الثالثة كانت ممتعة لنا ايضا...صوت عبد المنعم مدبولي كان خلفية لها ... كنا اكثر من مئة وخمسين طفلا نشكل قطارا واحدا...يجوب الصالة المغطاة في كل اركانها وجوانبها...اثناء تدريبنا لم يحدد المدرس طالبا معينا للقيادة...حتى اذا ما اقتربت المسابقة وجدناه يسال:

-مين يعرف يمشي القطر ده...بس ما يقطعهوش ولا يكلكعه


....كنت اتمنى قيادة القطار...فكرت للحظة...كيف ساقوده؟؟وكيف ساصنع تموجات تعجب الحضور؟؟ لكن صوتا صاح في اقل من لحظة, اضاع كل احلامي:

-انااااااا

كان صديقي يوسف هو من "بادر" بقول"انا"....اقتنص الفرصة لحظة ولادتها...فكانت له القيادة.....كان علينا ان نصيح مع مدبولي"توت توت توت" كلما رددها...في اول دقيقة كانت تهتز القاعة لصيحاتنا...لكن بطول الحركة والركض اختفت اصواتنا واكتفينا بالركض فقط دون صياح...حققت مدرستي المركز الثاني ....المركز الاول كان لمدرسة طالبات لعرض باليه..."لا مجال للمقارنة بين حيوانات الغاب وبين رقتهن وجمالهن"....


كلما شاهدت شريط العرض الى الان اسمع صدى "انا" من يوسف...


"الفرصة " تحتاج من يقتنصها بمبادرة ومجازفة وثقة...البعض تتضاعف مكاسبه لانه يستغل فرصه....قد يصل مكسبه لحياة ابدية في نعيم دائم كما فعل عكاشة "سبقك بها عكاشة"... سأله الجنة فكانت له...والبعض الاخر "يحتاج ليفكر".....


لك ان تسمع"الفرصة"بصوت منير...ستثريك يقينا...

كل عام وانتم بخير جميعا



هناك ٦ تعليقات:

Abd Al-Rahman يقول...

صديقى
معك فى أن الناجح هو من يقتنص الفرصة عند مولدها ، لكن بشرط الا يكون قراره وليد صدفة أو محض تهور ، الأصل أن تكون السرعة فى اتخاذ القرار لحظة الموقف هى نتيجة خبرات ومهارات اكتسبها فى حياته ، فكم من أناس لديهم روح المغامرة لكن بلا خبرة فيصبح القرار ما هو الا كلمة تخرج من فمه بسرعة ...
مقال رائع حبيبى
كنت أتمنى أن أقابلك اليوم ، لكن قدر الله وماشاء فعل ..
كل عام وأنت بألف خير

غير معرف يقول...

حبيبي عماد سلام الله عليك.
صدقت فقد فاز بالمتعة كل مغامر لكن تخيل لو انك تقلدت القيادة ولم تحكم قبضتك على زملائك و....باظ العرض يا معلم!!! اظن كنت هتاخد علقة هتخليك تفكر مليون مرة قبل ما تقول انا تاني.
المغامرة بدون حساب تكن تهور وكذلك الشجاعة وهذا هو الفرق بين المغامر والشجاع وبين المتهور.
احسبها صح تكسبها صح.

جهاد خالد يقول...

زيارة أولى

أسلوب جذاب يدفعني لإتباعها بزيارات أخرى

أما عن موضوع الحديث
فاتفق مع دكتور عبدالرحمن

الفرصة لا تتكرر
لكن الخطأ أيضا لا يجعل فرصة التراجع عن التسرع تتكرر
:)

جزيت خيرا
وكل عام وانت بخير

emad.algendy يقول...

العزيز عبدالرحمن
معك تماما فيما قلته
صديقي استطاع ان يتحكم بكل حركة وكل تفصيلة
احيانانمتلك خبرة عمياء تعطينا شعورا بقدرتنا على انجاز شيىء ما
علينا ان نتبع ذلك الشعور بصدق وبسرعة قدر المستطاع
وانت بالف خير

emad.algendy يقول...

العزيز محمد خالد
معك يقينا ان تحسبها صح تكسبها صح
اتحدث فقط عن كثرة الحسابات
ان امنت انك لها
فتجرا واظفر بالخير
تحياتي

emad.algendy يقول...

النجمة الصامدة
عائد من دونتك
وجدت ثلاث مدونات اخترت ان اطلع على صمود لضيق وقتي
اعجبني بساطة الموضوع وصدق الذاكرة
اتمنى ان لاتكون زيارتك الاخيرة
تحياتي