تخيل انك اصطحبت طفلك لحديقة الحيوان,بعد قطع التذاكر وفور دخولكما من البوابة,يشاهد طفلك
"صورة" اسد ضخم .يركض طفلك مسرعا الى مجسم الاسد ويمزقه ضربا, تحاول انت بدورك ان تعرف طفلك على اسد حقيقي, فتاخذه الى قفص الاسود,تستقبلكم بدورها بزئير ترتعد له فرائص طفلك,كلما اقتربتما من القفص, تعلق هو بكلتا يديه الى رجلك,راجيا منك التوقف,طالبا منك ان تعودا الى "
الصورة"او "
المجسم" ويكفيه ما سمعه من "
حقيقة الاسد"
*.......
كل مايراه نور او يصدر عنه او يملكه يقع بين
الحقيقة او الصورة,فجسده ليس سوى مجموعة من الخلايا والانظمة العضوية المعقدة,تترابط مع بعضها بدقة وقدرة مبدعة,تسمح له بان يتحرك كيف شاء وان ينطق بما يريد ,هكذا يرى"
صورة" جسده....
او ربما كان جسده هيكلا تسكنه الروح , جسد تسخر فيه كل خلية وكل عضو لتحقيق خلافة الاله على ارضه,هذه الخلايا والاعضاء ليست سوى
"شهود" ستنطق يوما وتخبر عن كل همسة ولمسة ولفتة, شهود تراقب ذلك الخليفة كيف صنع وبنى وعمر وتعلم, كيف سكنت روحه ذلك الجسد,وهل وفى عقد خلافته لألهه ام لا؟؟
الايمان يابى الا ان يكون حقيقة,ان اتسع افقك قليلا,فستجد ان الصلاة بكل حركاتها وسكناتها وتلاوتها وتسبيحها تقع بين الصورة او الحقيقة,
كذلك العمل وكل ما تعانيه من كبد يقع بين الصورة او الحقيقة,المال والعلم حتى اسرتك واصدقاؤك وحديثك اليومي يقع بين الصورة والحقيقة, الحقيقة تتجاوز كل ما هو محسوس ومرئي لتذكرك بغاية وجودك,تربطك بكل ما يحقق خلافتك لربك.....ليكون كل دافع وكل همة وكل سكنة وحركة محققا لخلافتك موصلا لربك....
نور ان استحكمت حياته الصور,من صورة الصلاة لصورة العمل او المال والجسد
اصبح صورة هو الاخر,تماما كصورة الاسد, تمزقه اقل هائمة واصغر حدث, تصور ان تتكاثر
" الصور" لتصبح امتنا كلها"
صورة" يتلاعب بها
اطفال....
لكن ان عايش نور الحقائق كما ينبغي, وتذكر دائما غاية وجوده, وتغاضى عن فتنة المرئي والمحسوس ,وتجاوز بساطة وسطحية افعاله,
اصبح كيانه كله حقيقة,اصبح خليفة لألهه... تصور ان تصبح امة كلها
"حقيقة"......
زئير الحقيقة وعمقها يجعله كما الطفل, يركن للصور اكثر.....
الهي حققني وحقق ايماني....------------------------------------------------------------------------
*المثال لابراهيم مقلد....لذا كان العنوان مقلديات....