١٣‏/٠٢‏/٢٠٠٩

مقلديات:كن حقيقة...

تخيل انك اصطحبت طفلك لحديقة الحيوان,بعد قطع التذاكر وفور دخولكما من البوابة,يشاهد طفلك "صورة" اسد ضخم .يركض طفلك مسرعا الى مجسم الاسد ويمزقه ضربا, تحاول انت بدورك ان تعرف طفلك على اسد حقيقي, فتاخذه الى قفص الاسود,تستقبلكم بدورها بزئير ترتعد له فرائص طفلك,كلما اقتربتما من القفص, تعلق هو بكلتا يديه الى رجلك,راجيا منك التوقف,طالبا منك ان تعودا الى "الصورة"او "المجسم" ويكفيه ما سمعه من "حقيقة الاسد"*.......


كل مايراه نور او يصدر عنه او يملكه يقع بين الحقيقة او الصورة,فجسده ليس سوى مجموعة من الخلايا والانظمة العضوية المعقدة,تترابط مع بعضها بدقة وقدرة مبدعة,تسمح له بان يتحرك كيف شاء وان ينطق بما يريد ,هكذا يرى" صورة" جسده....
او ربما كان جسده هيكلا تسكنه الروح , جسد تسخر فيه كل خلية وكل عضو لتحقيق خلافة الاله على ارضه,هذه الخلايا والاعضاء ليست سوى "شهود" ستنطق يوما وتخبر عن كل همسة ولمسة ولفتة, شهود تراقب ذلك الخليفة كيف صنع وبنى وعمر وتعلم, كيف سكنت روحه ذلك الجسد,وهل وفى عقد خلافته لألهه ام لا؟؟


الايمان يابى الا ان يكون حقيقة,ان اتسع افقك قليلا,فستجد ان الصلاة بكل حركاتها وسكناتها وتلاوتها وتسبيحها تقع بين الصورة او الحقيقة,
كذلك العمل وكل ما تعانيه من كبد يقع بين الصورة او الحقيقة,المال والعلم حتى اسرتك واصدقاؤك وحديثك اليومي يقع بين الصورة والحقيقة, الحقيقة تتجاوز كل ما هو محسوس ومرئي لتذكرك بغاية وجودك,تربطك بكل ما يحقق خلافتك لربك.....ليكون كل دافع وكل همة وكل سكنة وحركة محققا لخلافتك موصلا لربك....


نور ان استحكمت حياته الصور,من صورة الصلاة لصورة العمل او المال والجسد اصبح صورة هو الاخر,تماما كصورة الاسد, تمزقه اقل هائمة واصغر حدث, تصور ان تتكاثر" الصور" لتصبح امتنا كلها"صورة" يتلاعب بها اطفال....
لكن ان عايش نور الحقائق كما ينبغي, وتذكر دائما غاية وجوده, وتغاضى عن فتنة المرئي والمحسوس ,وتجاوز بساطة وسطحية افعاله,اصبح كيانه كله حقيقة,اصبح خليفة لألهه... تصور ان تصبح امة كلها "حقيقة"......

زئير الحقيقة وعمقها يجعله كما الطفل, يركن للصور اكثر.....



الهي حققني وحقق ايماني....


------------------------------------------------------------------------


*المثال لابراهيم مقلد....لذا كان العنوان مقلديات....

هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

جميل مثال الصورة والحقيقه...ليصل الإنسان إلى الحقيقه عليه ان يتجاوز بالفعل المنظور المادى المحسوس إلى جوهرة القائم لأجله والذى هو بناءا عليه جزأ من منظومه الكون..يقول الشاعر
لما تجاوز حسى*وفات مسى ولمسى
ولم أذل أتحرى *دليل أبناء جنسى
فلم يكن ذلك يجزى*ولا يعود برشدى
رجعت نحوى بشرط*يغيب عنى حسى
فلاح تحت الضلوع*ما قد من قرن شمسى
فقلت هذا طريقى*بغير شك ولبس
وغصت حتى تجلى*وأشرقت منه نفسى

blackcairorose يقول...

كلنا لا أراديا نركن للصور أكثر حتى نعي الدرس بأن الحقيقة هناك تنتظرنا سواء أحببنا التعامل معها أم لا

غير معرف يقول...

صديقي نور
الحقائق في غالبها صعبة على النفس ثقيلة, برغم جمالها و حيويتها؛ لذلك فنحن غالبا ما ننبهر بالصور وننشد إليها ونرضى بها فهي ترضي الأنا بداخلنا خاصة إذا لم نكتشف ما بداخلها من حقائق.
المثال المقلدي _ههههه_ للأسد والطفل أبسط تشبيه للمعنى
عندما تمشي بين الناس ستجد أنك تسير حول صور
صور من البشر
صور من المباني
صور من الزهور و الحدائق
أو ربما صور لما تستقبحه عينك
لكن الإيـــمان هو عادة ما يدفعنا لنتأمل مارواء هذه الصور من حقائق ومعاني
قد يكون الأمر في بدايته جميلا لكننا غالبا ما نترك الطريق بعد أن نكتشف أنها ليست على هوانا أو أن الطريق سيكلف الكثير من الوقت أوالعقل أوالجهد أيضا
في طريق الحقيقة سنجد الكثير من الأشواك والحفر لكن المهم هو أن لا نترك الطريق؛ لا لأنه طريق مليء بالمغامرات والجمال؛ لكن لأنه السبيل لتحقيق الأيمان
أو قل (((( نور الإيمان )))
(( لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ))
(( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ))
((إلا من أتى الله بقلب سلـــــيــــم))

emad.algendy يقول...

العزيز ابو نزار
دائما يثريني مرورك
دمت بخير ومحبة



blackcairorose
جميل انني لست وحيدا
اتمنى ان نعبر نحن للحقيقة بدلا من ان تنتظرنا هي


العزيز عاشق الدعاء
سعيد بتعليقك كثيرا
اضاف عمقا ما ربما لم التفت اليه
اتمنى لو قرات لك تدوينة قريبا
دمت بخير ومحبة