فلان بديته على نفسي, فتحت له بيتي واسكنته قلبي,فلان صنعت له المحال,كان يجدني قبل ان يحتاجني,فلان كان اقرب لي من اخي,انا من غيرت حاله وقضيت دينه,قاسمته طعامي وثوبي,ساندته بمالي واهتمامي,ثم هو يتهرب مني,او ينكر فضلي وجميلي,هذا ان لم يؤذيني بقوله وفعله,عندما احتجته اختفى كالزئبق....كم شخصا تعرفه قهره نكرانهم لجميل صنعه؟كم شخصا اشتكى من رد فعل صديق او قريب لم يتوقعه؟؟
كلما ازدادت توقعاتك قلت سعادتك, ما اعتقده ان الكثير من معانينا افتراضية, نحن من توهمنا الصداقة نبل واهتمام, نحن من البسناها ثوب المروؤة والامانة, ونحن ايضا من ادركنا وهم افتراضنا فجعلنا الخل الوفي من المستحيلات!!كيف يصبح افتراضك ملزما؟؟فتنصب محكمتك وتحاسب وتقاضي على ما تفترضه انت؟؟ربما لم يكن صديق وانت من توهمته كذلك, ربما كان لا يؤمن بمثالياتك, وربما كان انسان مثلك يشوبه نقص وتطلب منه الكمال ,قس على ذلك افتراضنا الابوة تربية ,والامومة عطف وحنان ,والقدوة الهام واكتمال,نحن من زودناهم باجنحة ملائكة على اجساد بشر,ثم نحزن ان خذلنا وهمنا امام نقصهم الفطري....
ما يفعله ويبقيه سعيدا متزنا,انه "لا يتوقع",لايفترض معاني مسبقة ثم يلزم بها غيره ,لاينتظر الكمال من ناقص ,لا يتوقع ان يجد صديقه متى احتاجه, لا يتوقع ان يربيه والده,لا يتوقع ان يلهمه قدوته في كل امره,لاينتظر ان تقابل اهتمامه باهتمام,لذا يقطف جميل افعالهم بامتنان وشكر يتعجب له صحبه كثيرا,دون ان يلزمهم بها,او حتى يسمح لنفسه ان يعتادها ويتوقعها,فيبقى متزنا مستقلا دون عتاب او لوم,لا عجب انهم قالوا:
اصنع المعروف وارمه للبحر....
وانت مؤمن تصنع المعروف وتغلفه باخلاصك فتقدمه لربك,عامل ربك من خلالهم,ربما استطعت حينها ان تردد قول يوسف:
لاتثريب عليكم......
اخلص لربك ولا تتوقع فتسعد....
انتظر تدوينتك كل عشرة ايام
25,15,5/3
تدوينات شهر مارس:غربة ,اسمعهم,ظنك حقيقتك
دمتم بخير