١٣‏/٠٢‏/٢٠١١

أحلامك أوامر

يابلدي اعتذر,فانا قضيت ستة اعوام تظلني سماؤك وتحملني ارضك,دون ان احلم بك كما ينبغي,اكتفيت في ستة اعوام بالنقد والتحليل ومصمصة الشفاه,ستة اعوام قضيتها موقنا انك يا وطني قبري,اعتذر لاني سلمت لظلمتهم وكانها حتمية وواقعة لا محالة,اعذر يا وطني بصيرتي التي حجبت عن سطوع شمسك فينا.....

احلامنا حياة تتحقق,يا وطني احلم بقيادة سيارة مصرية نصدرها للعالم,او ان تصبح المواصفات القياسية العالمية لاي شيء وكل شيء مواصفات مصرية,يابلدي اوقن الان فقط ان مطارات العالم ستفتح ابوابها لي دون اي تاشيرة دخول او اقامة ,فقط لكوني مصري, ناهيك عن تخصيص صف للمصريين تسهيلا لختم جوازاتهم,اوقن اننا سنقذف اسرائيل في البحر قريبا,وان الجمهورية العربية الموحدة قد اقتربت,ستختفي مطاعم كنتاكي وماك والبيتزا-وحتى مؤمن-قريبا,فنحن بدانا العودة الى هويتنا في ابسط تفاصيلها,قريبا ستجد فروع فلفلة ومحمد احمد ومطاعم الكبدة الاسكندراني تغزو العالم,ناهيك عن كون الجلباب والعمة الصعيدى او الطاقية النوبي, ستصبح من خطوط الموضة,هذا لن يمنعنا من تضمين منتجاتنا لمعاني اخلاقية,سيتحقق فينا معنى الصوم والصلاة,لامزيد من شوادر رمضان والعيد وحتى المولد,لامزيد من الاستهلاك المرضي,سنحتفل بتحقيق المعنى لا بامتلاك الاشياء,سيصبح تعاملنا مع الاشياء باناقة وعزة,دون ان تملكنا او ان نعبدها.......

مشروع زويل للبحث العلمي سيصبح حقيقة,مراكزه ستجدها في كل محافظة,الامي في وطني سيصبح تعريفه كالتالي:"من لايجيد قراءة وكتابة لغة ثانية بالاضافة الى لغته العربية"لن نكتفي بلغة واحدة,طبعات الكتب ستتجاوز الملايين سنويا,سيصبح الغريب والملفت للنظر في عربات المترو,ان تجد شابا يقف متململا دون كتاب يقرؤه,مكتفيا بسماعة اذنه بضجيجها,فروع دار الاوبرا ستصل المراكز والنجوع,وستطوف فرق الاوركسترا القرى,ابدا لن استطيع ان احسم الجدل مع ام ابراهيم-بائعة الخضار- ,فهي تعتقد ان نغم بيتهوفن اعذب وارق من موتزارت,وانا اعتقد العكس تماما,حتى اذا ما احتدم النقاش بيننا,سالتني بخبث عن معنى احدى مقطوعات كارمينا بورانا,فيحمر وجهي خجلا,لن نسمع المزيد من اغاني"الحجرين عالشيشة"فهي قد تنحت عن ثقافتنا بتنحيهم.....

الزمالة المصرية في الطب ستصبح غاية المنى لاي طبيب في العالم,متلازمة ادهم الشهابي ستقرا عنها قريبا,شركات ادويتنا ستقدم علاها لفيروس سي,لعب ابنائي للسبع طوبات على سطح القمر وتحت تاثير جاذبيتها سيصبح عادة نالفها ونستمتع بها,ما اعجب له,كيف تقرا اعلانا في المصري اليوم لاحدى شركات تنظيم الافراح,يدعو احفادي لعقد قرانهم على سطح المريخ!!ما اعجب له تكلفهم السفر لساعات وارضهم تحت اقدامهم.....

ربما لم يرى شهداؤنا الحرية ,ربما اغتالتهم طلقة البطش والظلم,لكنهم يقينا احتفلو اول امس في قبورهم,تماما كما ظل مجدي مهنا معارضا نقيا نزيها ,مؤمنا باحلامه وافكاره,حتى سبقه الموت قبل ان يرى حلمه,بالامس فقط قرت عينه في قبره بتحقيق حلمه,حتى ان وقفات المسيري الاحتجاجية,وبطشهم به وقذفهم له على طريق القاهرة السويس,ابدا لم يذهب هباء,يكفيهم ان يبذروا احلامهم ,ويرعوها حال حياتهم,فيقطفوا ثمرتها الى يوم الدين....

هذا وقت التتغيير
احلامك اوامر يا بلدي
علينا ان نكون واقعيين ونحقق المستحيل

هناك تعليقان (٢):

نور يقول...

لن أخفيك .. وبكل صدق أنني حلمت وبكيت .
لا أتخيل ان هناك انتماء أصدق مما شعرت به هنا
هنيئاً لـ مصر بك
كل الاحترام والتقدير لشخصك الكريم

emad.algendy يقول...

نور
ان تصدق الله يصدقك
السنين القادمة ستشهد لنا او ستفضح زيف كتابتنا
عسى ان يتحقق لوطني كل ما نحلم بسواعدنا وافكارنا
كل الشكر لاهتمامك بقراءة ما قد مضى
تحياتي