١٥‏/٠٣‏/٢٠١١

اسمعهم

من عادة الشيخ محمد المقدام ان يتاخر لفترة قبل الاذان الثاني للجمعة ,كنا في انتظاره عندما فوجئنا بشخص نحيف غير  ملتحي يرتدي جلبابا واسعا مسدلا ونظارة سوداء يقفز الى المنبر بخفة مريبة مبتسما لنا في ارتباك مريح ,قام المؤذن باستجابة الية ,فرفع الاذان بينما تسمرت اعيننا على الرجل, محال ان يكون بديلا للمقدام, اقلها ان يكون ملتحيا في مسجد كهذا , ادركت ان صعود الرجل للمنبر ليس سليما وساورني شك في صحة الرجل النفسية ,تمنيت ان لو تاخر المقدام قليلا ,فانظر بماذا قد يخطب بنا ,لكن المقدام وصل في وقت قاتل, حيث وقف اسفل المنبر ناظرا للرجل, بينما كان المؤذن مازال في الحيعلين ,فنظر الرجل  القافز الى المنبر وانتظر قليلا دون حراك, غير ابه لانتظار المقدام, ثم ابتسم له ونزل درجه بخفة وسرعة كما صعده ,فصافح الشيخ وترك له منبره ....تبسم بعضنا وضحك اخرون



لا اذكر ايا مما قاله المقدام في خطبته ...فبعضهم يرتدي نظارة الصداقة او القرابة او حتى المعرفة ,فيصعد منبر اذنك ليطنبك بما شاء عشما في صلته بك ,بعضهم يكون حديثهم فارغا يدور حولهم ولا يتجاوزهم, وبعضهم تاسى لحاله وتتمنى ان  لو استطعت تخفيف همه, ايا كان حديثهم ,فرفقا بهم وجبرا لخاطرهم اسمعهم باهتمام, فهم يقينا سامعوك يوما, شاركهم ابسط تفاصيلهم, تذكرها واسالهم عنها ,ابدا لا يكون ردك"خير","ربك يهونها"او حتى "عظيم".....ابحث لهم عن حلول حقيقية لمعيشتهم,افتح قلبك وابحث في تجاربك بما تواسيهم به,احتفل بهم كاحتفالك لنفسك ,لاتركل احدهم من على منبرك فتسقطه لصمت نفسه ,وظلمة افكاره ووحدته, ان لم نسمع بعضنا باهتمام حقيقي,دون ردود حمقاء الية,لانتهينا جميعا على منبر المقدام,واخطبنا اسرعنا قفزا لمنبره

شاركهم فاليوم تسمعهم وغدا يسمعونك...

شكرا صديقي انك سامعني...

وشكرا لانك تقرا لي فتسمعني بعينك وقلبك....شكرا...



تدوينتك القادمة ظنك حقيقتك انتظرها 25/3
 

هناك ٦ تعليقات:

LioneSS يقول...

"شاركهم فاليوم تسمعهم وغدا يسمعونك"

صدقت و الله

كتير من الناس تشتكي الصديق انه لا يحسن الاستماع حين الحاجة

فهل نظر الانسان الى نفسه هل هو بالمستمع الجديد لصديقه و قت ضيقه ليبادله الصديق بنفس حسن المعاملة

من يريد ان يسمعه الناس يجب اولا ان يحرص على ان يحسن الاستماع للاخرين

موضوع جميل :)

إنسان || Human يقول...

منذ ايام كنت أقرأ كتاباً لكوفي " العادات السبع للناس الأكثر فاعلية " وأفرد فصلاً كاملاً للفهم والاستماع اولاً... وبعدها كتبت "مقالة " على الموقع الأزرق أتحدث فيها عن الاستماع وكونة طريقاً لقلوب الآخرين .... وها انا اليوم أجدك تقرأ ما يدور بخلدي ..... متحدثا عن موضوع يشغل بالي " بالذات في ظروف كتلك " كثيراً .... لتأخذني بموقف بسيط إلى منطقة أردتها.... : )

emad.algendy يقول...

lioness
تعليقك هو الاجمل
صباحك جميل
سعيد بمرورك
ليس اوضح مما قلت
تحياتي


human
تماما كما يغلبني حنين الى ايام طفولتي بعد تدوينة غربة وبعد تعليقك فيها فاتجه الى مدونتك واجد"يمامة"بيضاء احلق معها فادرك كلماتك تتجدد دون ان تنضب,صورها لاتنتهي عن الاعتمال فيني
لتأخذني بوصف جميل وربط مبدع او اسقاط مركب الى منطقة اردتها

كده واحدة بواحدة
(:
شكرا صديقي
دمت بخير

رشيد أمديون يقول...

كما يجيد أكثرنا الخطابة والكلام يجب أن يجبد الإستماع.
أشكرك على الموضوع الهادف.

نور يقول...

مساء هادئ
ربّما أشد ما يحتاج إليه الإنسان حقيقةً من يسمعه بقلبه قبل أذنه وذاك الذي يسمعه باهتمام وبعناية ويصغي إلى أدق التفاصيل ويشاركه بها ,,,,

موضوع رائع
كل الشكر

emad.algendy يقول...

العزيز ابو حسام
شكرا لمرورك
تحياتي


العزيزة نور
الشكر لك
نحن نهدي اهتمامنا بابسط فعل
تحياتي