٠٥‏/٠٤‏/٢٠١١

أحبة

لعله بعد ان حمل حبيبه فصعد به الجبل مخافة ان يصيبه اذى من حجر او تعب,ثم اطمأن لأمان غاره عليه بعد ان مشطه ونفضه,فجلس ثم ألقمه فخذه فاتخذه حبيبه وسادة لرأسه ,لعله في حينها تمنى ان لو كان أبدن قليلا,او تحرج من عظمة فخذه وتمنى ان لو كساها اللحم اكثر فلانت وسادة لحبيبه,لعله حين القم قدميه في ثغرين من غاره,لم يخش الا ان يلدغه عقرب فيستيقظ صاحبه, او انه بعد ان لدغ حقا في قدمه لم تدمع عيناه الا مخافة ان يوقظ حبيبه ,ربما لم يدمع ألما ولا خوفا أو جزعا, انما أدمع لايقاظ حبيبه ,فهو لم يتأوه أو ينطق ,حتى اذا ما سقط دمعه على وجه محمد(ص) ,فنظر الى الصديق وأدرك لدغ العقرب له, فنفث جرحه بمحبة ورقة بالغة,لعل السم ذاب بين دمعه ونفثة صاحبه ,او انه ادرك ان محبتهم مهلكته لا محالة ,فانتفى اثره واصبح بردا وسلاما على ابي بكر ,مابالك بقلبين الله ثالثهما  
  

هل تموت الاماكن برحيل احبابنا منها,فمن كان سابقه بنعله في الجنة بخطوتين,لم يطق عيشه في المدينة بعد رحيل محبوبه,فالمدينة بما فيها ومن فيها تذكره به,وضوؤه وأذانه في مسجده وصلاته,تبسمه له متى رآه وسؤاله عن حاله,جلستهما سويا بعد الفجر,منبره وناقته وحتى خطواته,كل شيء ينطق باسم"محمد" دون ان يراه او يجالسه,بعد وفاته اصبحت دنيا بلال "انتظار",حياته امست غربة تنتهي بوفاته فيلقى الاحبة,لذا آثر ان يرحل الى الشام,فهو لم يطق ان يؤذن لغير حبيبه,او ان يؤذن فلايجده قد خرج من غرفته,لكن "محمد" حيث دفن وحجب جسده عنهم بالثرى,هو حيث آثر ان يلقى الرفيق الاعلى والاحب, فاحتجب في غرفة عائشة,هو كان قد اشتاق لاذان صاحبه,فناداه واستدعاه لائما:"ماهذه الجفوة يا بلال؟؟اما آن لك ان تزورني يابلال؟؟"

بلال كان موقنا ان موته حياة مع من احب كان موقنا ان حياته تحجبه عن احبابه,,موته موعد يتحقق به اللقاء,لذا ابتهج باقتراب
موعده,مرددا بقلبه ولسانه:وغدا نلقى الاحبة,محمد وحبة

كيف يمكن ان نشتاق لمن لا نعرفه؟او تدمع اعيننا محبة لمن كان عدما بعد؟؟ففي محبتهم لا يكون حضور الجسد شرطا,مالك الملك هو واصلهم, محمد حبيبك قد ادمع شوقا لك قبل وفاته,فما ان اقتربت وفاته(ص),وودع شهداء احد,ادمعت عيناه,بسؤاله عن السبب,قال" اشتقت لاخواني",رحمة ربك للعالمين اشتاق لمن لم يره بعد,كيف يشتاق المرؤ لمن لم يكن بعد شيئا مذكورا؟؟
هل وصلك شوقه فبكيته كما بكاك؟؟فالله قد تكفل بوصل المتحابين فيه,ان بكيته شوقا صفت الروح وسمت,فتجلى نورها وارتقت سماء محبته,فعرفك وعرفته, حتى تلقاه على الحوض فيذكرك بصلواتك وتسليماتك حيث كانت تقطف من طرف شفتيك يحملها ايه ملك من نور في حجرة عائشة فيسمعها, لا عجب ان يميز صوتك فهو قد سمعه قبلا,فيعرفك ويناديك باسمك,ثم يسقيك من يديه شربة من الكوثر,موعد قد أخذه معك,قبل وجودك اذ حادثك قائلا:"اصبروا حتى تلقوني غدا على الحوض"

واعلمو ان "فيكم" رسول الله

فقط غدا يارب


تدوينتك القادمة:صباح الوصل
15/4

هناك ٥ تعليقات:

إنسان || Human يقول...

عليه أفضل الصلاة والسلام .. كم أتألم كثيراً عندما أذنب او أخطئ في حق نفسي ... أحدثها واقول لها هل أنا أستحق هذا الشرف ان اكون من أمة محمد ...
نحتاج أن نحيي داخلنا اخلاق وسنة النبي صلى الله عليه وعلى أصحابه وأله وسلم

كم لمست كلماتك تلك المشاعر الجياشة ... الرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا أسمى معاني الحب... كان محباً وحبيباً ومحبوباً
كان الأخ والأب والصديق

كم نفتقدك يا رسول الله

نور يقول...

.. إنه الحبّ بأسمى معانيه ، دعامةٌ أساسية لقيام مجتمعٍ نموذجُهُ محمد صلى الله عليه وسلم ،، نموذجٌ خلقه القرآن العظيم . كانت رابطة الحب في الله أقوى من روابط الدم والقبيلة فكان التجرّد الخالص للمبدأ وكانت أسمى معاني الحب الذي لم يرتبط بالقيم المادية والشخصية للمحبوب فكان باقياً ممتداً لما بعد فراقه الدنيوي ...
*
لا زلت أستقي من بين الأحرف " حِكَماً "
كل الاحترام والتقدير

رشيد أمديون يقول...

أعجبتني طريقة تناولك للموضوع، أحييك أخي الكريم.

تذكرت موقف بلال رضي الله عنه حين أذن يوما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فحين وصل إلى أشهد أن محمدا رسول الله، لم يستطع أن يكملها بكثرة البكاء، من يومها لم يؤذن.
إن تلك المحبة الخالصة خلقت جيلا رائعا جيل فدى حياته لحبيبه.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه
واسأل الله أن نكون مع رسولنا ونشرب من يده على الحوض.

غير معرف يقول...

ياسلام لو نتحلى باخلاق الرسول ونسير عليها

نتسامح نطبق عملى مش كلام وبس

ياسلام لو نتغير بجد

ياسلام لو نحب بعض البعض من غير مايكون هناك سبب خفى او نفاق

بجد احنا كلنا لازم نتغير

تسلم ياعماد

M_elgazzar_M

emad.algendy يقول...

تحياتي لكل من علق
جمعنا الله في فلك محبته
دمتم بخير