١٥‏/٠٤‏/٢٠١١

صباح الوصل

يارب سبحانك فان زينب لم تكن تعلم ابدا بجميل صنعك لها ,فهي باتت ليلتها مهمومة منكدة, دون ان تعلم بهديتك التي تعدها لها, سبحانك لا تاخذك سنة ولا نوم ,حتى انها بعد استيقاظها صباحا, لم تكن تعلم ان ثوبها الذي اختارته لذلك النهار, انت من اخترته لها والبستها اياه, حتى تتشابك خيوط لطفك ,وتتحقق بشراك وتسريتك بمفاجئة تامة لها


وصلت زينب مدرستها وبدا يومها الدراسي, فالتهت بطالباتها عما يحزنها, تذكرت انها تحتاج لتطبع اوراق لطالباتها ,في طريقها لالة الطباعة ,لم تكن تعلم انك حركت شوقا ومحبة في قلب من لا تعرفها ,فقادت سيارتها قاصدة مدرسة زينب لعلها تلقاها, سبحانك فالتلقت الاثنتين في لحظة قدرتها ,فتاقطع مسارهما والتقتا بتقديرك في محبة ولطف تام ,حتى اذا ما مرت زينب بمجموعة مدرسات يرحبن بامراة لم تعلمها صاحت تلك الغريبة باعلى صوتها
-هذه زينب....هذه زينب


نظرت والدتي لها دون ان تهتم ,لعلها تقصد زينبا اخرى, ثم اكملت طريقها, بعد برهة من وصولها لغرفة الطباعة ,احست بجلبة خلفها ,تلاها صمت ثم همهمة وهمس خفيف, فور ان استدارت فوجئت بالمراة وزميلاتها يحطنها مبتسمين ,  اقبلت المراة باسمة تقبلها بشوق وفرح تام, نظرت والدتي لها بحياء واندهاش ,ثم سالت زميلاتها عنها لعلها تكون والدة تلميذة في مدرستها ,او لعلها طالبة سبق وان علمتها والدتي ,لكنهن جميعا صمتن مبتسمين بفرح رقيق ,كان رد المراة عليها كالتالي
 انا لا اعرفك ,كما انني لست اما لاي طالبة هنا ,ولا بعمري التقيتك في الحياة ,لكنني رايتك البارحة في منامي بنفس ثوبك هذا ونفس طلتك وملامحك, لكن نورا لم اره من قبل كان في محياكي, وكانني اعرفك من سنين, قذف اسمك في قلبي ,رايتك في نفس مدرستك وصفك لكن في مقام اخر
صمتت برهة وعادت تقبلها وتضمها لها بشدة, وتردد اسمها كثيرا,"زينب "انا الان اعرفكي, ثم تهم ان تقول لها "مقامك"فتعود وتمنع نفسها حتى انهت كلامها:

عسى ان ترزقيه اخشى ان اصف لكي ما رايت فتحرميه ,عسى ان يدخر لكي في اخراك, فيها ما لا عين رات ....... ساد صمت
ورقت قلوب وترقرقت  دموع

سبحانك يارب... على ارضك هذه مليارات البشر, لكنك تهتم بهموم عبادك وكانك تعاملهم بصفة شخصية ,سبحانك ربي تنام اعيننا وتغفل قلوبنا عنك ,وانت سبحانك ماغفلت عنا ,تهتم بنا قائم على كل امرنا ,يتحرك كونك وتتشابك اسبابك لتسري عنا وتسعدنا بجميل لطفك ,تعلم ابسط امورنا وتسمع زفير همومنا, وتبصر ضيق صدورنا, فتسري عنا بهدايا محبتك ,سبحانك ثم نحسب اننا غرباء ,نعيش اقدارك في غربة صحبة واحبة, فنجد لطفك يتغدمنا في كل امرنا
.سبحانك ما قدرناك حق قدرك وما عبدناك حق عبادتك



عذرا هو يتحرج من مشاركة ما هو روحاني خاص,ذكرها ليرقق قلبه ويحفظها من النسيان,
تدوينتك القادمة:السلام