سبعة عشر عاما مضت من عمر شوبنهاور دون ان يكتب فيها كلمة....ألم به شيء من ياس وركود جف فيهما قلمه...بعد ان ظل اربعون عاما يكتب ويؤلف توقف فجأة بعد ان تملكه اليأس من أن ينال ما يستحق من تقدير...سبعة عشر عاما لم يكن يفعل خلالها شيئا سوى القراءة وتناول وجبات الطعام بالمطعم والتحديق صامتا بالساعات في تمثال بوذا على مكتبه.....
أيام طه حسين في الازهر كانت رتيبة ثقيلة الوطأة على نفسه....حتى انه عد اربعة اعوام قضاها باربعين سنة...كم* ضاق بهذا السأم الذي ملأ عليه حياته كلها واخذ عليه نفسه من جميع جوانبها...حياة مطردة متشابهةلا يجد فيها جديد...كان يفكر في ان امامه ثمانية اعوام اخرى سيعدها ثمانون عاما..وان عليه ان يختلف الى هذه الدروس كما تعود وان يسمع ذلك الكلام الذي لا يسيغه ولا يجد فيه غناء..
بين ركود شوبنهاور وسأم طه حسين من دراسته وحياته الرتيبة بالازهر وقفت لفترة..كانت ايامي ثقيلة..ليل طال زمنه وشمس غابت دون ان تعود...ايام خسرت فيها بعض ما اكتسبته... لكني أعلم يقينا ان باستطاعتي ان ابدا من جديد... مازال بداخي وميض قادر على بعثي..كل لحظة جديدة بحياتي تولد بقدر خاص بي...لماذا لا اقتنصها؟ أؤمن انني اذا مددت يدي للسماء دنت لي النجوم...الهي ينتظرني كل يوم وليلة باسطا يداه لي...لماذا لا اتلمس صراطه كما يريد مني ...
شوبنهاور استعاد حيويته فجاة ونشر مقالا فلسفيا ثم اصدر الجزء الثاني من مجلده"العالم ارادة وفكر" فاذا بالاوساط العلمية تلتفت اليه وتضع على راسه اكاليل المجد...واذا بالشهرة تفاجئه وهو يقترب من سن السبعين...لكنه بدا من جديد حتى ولو بعد السبعين,وطه حسين ادرك عوالم لم يعرفها...وعلوم لم يسمعها بعد التحاقه بالجامعة...بداية جديدة وطريق جديد فيما يحب جعل حياته اكثر ابداعا وشغفا لما يتعلم ويدرس...بداية نقشت اسمه على صفحة الزمان....
ماذا عني؟؟ ان بدات من جديد ماذا يتنظرني؟
أشتاق لأعرف...
-----------------------------------------------------------------------
*بداية من "كم"الى نهاية الفقرة من كتاب الايام
هناك ٨ تعليقات:
لو عرفت الآن ستفقد الحماس للفعل!
ابدأ ودع الجديد يكشف عن نفسه فى حينه
تنمياتى بالتوفيق وبالقدرة على قلب صفحة جديدة
blackrose
تحياتي لتعليقك
بعض الشغف لما يمكن ان يحدث يتملكني
بدات بقلب الصفحة
تحياتي
دمت بخير
اليأس احيانا هو الحل !!!!
صديقى
لاتتعجل الامور .. فالموهبة هى الشئ الوحيد الذى لايعلم الا الله متى تطرح ثمارا .. ومتى تتوقف .. ومتى يعرفها الناس
لاتهتم كثيرا بمتى .. واهتم بكيف .. فهذا مايتوج روائعك فى النهاية بالانتشار
اما متى .. فاتركها لله
ابن يس
لا اعتقد
العزيز شريف
معك تمام بخصوص الموهبة
اعتقد انها كلما اختمرت ونضجت كلما ازداد بريقها ولمعانها...
اعتقد ايضا انها ارزاق"هبات" علينا رعايتها وتطويرها لتصبح قدرة وانتاج...
حديثي كان عن بداية انتظرها وقمت بها حقا في حياتي الشخصية
مابين سام طه حسين من دراسته"كذلك حالي في دراستي" وبين فتور شوبنهاور من الحياة"
الان بدات بعبور كل هذا
دمت بخير
تحياتي
سيشع الوميض الداخلي لينير حياتك وحياة كل من يشاهدك يسمعك ويقرا خطوطك
سمراء
السمراااااااااااااء
انتبهت لتوي لتعليقك
اسعدني كثيرا
ياااااااااااارب يشع قريبا
تحياتي
إرسال تعليق