١٨‏/١٢‏/٢٠٠٩

ثقافة

اسلام عماد كان ثقافيا تماما , فهو ان حثك على الدعاء ,سيخبرك اننا اذا ما دعونا تكون فينا نموذجا لا وعيي-sub conscious model-لما نريد ,بكثرة الدعاء والتكرار يصبح توجهنا الذهني وتركيزنا كله على ما نريد , ينضج هذا النموذج شيئا فشيئا , حتى اذا ما كانت الظروف مواتية والاسباب ممكنة , انسابت نفوسنا بخفة وحيوية ساكنة هذا النموذج ومحققة لما اردناه ....

ربما تتعجب ان رافقت عماد  الى مسجده, فهو قبل ان يبادر بتكبيرة الاحرام, يقف كثيرا باتجاه القبلة ,يسترجع ما قاله" الغيطاني" عن العمارة الاسلامية يستمتع كثيرا بمتابعة هذه المثلثات الثمانية المحيطة دائما بدائرة ,يلاحظ تتابع الابيض والاسود وانتهائها في نقطة, يسترجع معنى الرمز...من عرش الرحمن-الدائرة- الذي يحمله ثمانية ملائكة-المثلثات-لصراط مستقيم-خط ابيض- او اخر اسود يورد صاحبه الهلاك في نقطة قد تكون قبرا او حسابا او بعثا ....

أما جهاد النفس فهو "رياضة نفسية", الوضوء تجديد للطاقة, السجود تفريغ لطاقة سلبية , اما النية فهي تحقيق لقانون الجذب"وانما لكل امرء ما نوى".باسم الله ليست استعانة بالله فقط ,لكنها مفتاح لتركيز ذهني وحضور نفسي لما تفعل......

عماد كان يخشى كثيرا ان يستوفي جزاءه في الدنيا ,فهو ان صلى وان صام وان دعا ,فكل ذلك لما تبعثه هذا العبادات من تركيز وصفو وانشراح صدر وحضور ذهن... لذا فهو لا يهتم لمن تدعو او تعبد, يكفيك ماتبعثه الاديان من صفو وخلق طيب, دائما ما كان يشكو من قسوة قلبه وفراغ نفسي رهيب, ان حادثته عن عذاب القبر او الحساب ,او رغبته في جنة او حذرته من نار لم يكن ليبالي, ربما استصغر شأنك واعتبرك عاطفي ضعيف او ساذج...عماد كان مسلما بثقافته وأفكاره , كان يفتقد الكثير من الخبوت والخضوع , ببساطة لم يكن "عبدا"مؤمنا".....

لقاء بصديق اذاقه الكثير, الحديث كان عن الملائكة, معرفة عماد  كانت "عقلية "تماما, معلومة اختزنها ثم استرجعها ببساطة,فور ان حادثه صديقه عن ما يعرف هو عن الملائكة, انساب لقلبه شعور لم يذقه من قبل, شيء من سكينة وأمن تغمده تماما ,صديقه كان معايشا بمحبة ولطف لكل كلمة قالها, معه وبحديثه تشعر انك تكاد ترى ملكا يحيطه بجناحيه, ليلة باتها صديقه معه غيرت فيه الكثير ....خبوت وخضوع واستسلام لم يعرفه نور من قبل, رآه محققا في صديقه, معايشا لكل ما هو غيبي موقنا به وكانه يراه....


الآن مازال عماد  يتعرف على الكثير بقلبه , منحيا عقله جانبا ,ربما اخطا كثيرا بقراءة "آراء"و" أفكار"عن الاسلام دون ان يقرأ آية واحدة بمعناها وسبب نزولها , او حديثا بفهم وادراك بسيط لمعانيه...

"واعجبا لقلوب جعلت غذاءها من آراء وافكار لاتسمن ولاتغني من جوع , ولم تقبل الاغتذاء بكلام رب العالمين ونصوص حديث نبيه الامين ,سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي من كنوز الذخائر, وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر؟قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا , وتقطعوا امرهم بينهم لاجلها زبرا ,واوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا, فاتخذوا لاجل ذلك القرآن مهجورا" ابن القيم الجوزي مدارج السالكين .بتصرف.

الاهم ان يتحقق بمعرفتنا "معاني قلبية"
الايمان محرك وباعث لكل عمل "على الدوام", الافكار "تأتي وتزول"...

ربما تجاوزت الحد بين العقل والقلب قليلا , لكن جميل ان تكون انت وسطا بينهما, اقدر الغيطاني وأفكار كل من قرأت لهم...

هناك ٦ تعليقات:

Unknown يقول...

ياااااااااااااااه
فكرتني بالكلام معاك ياعمده ياجامد ربنا يكرمك والله فكرتني باحلى اياااام
وحشني جداااااااااااا.
يارب تكون مبسوط سعيد وقريب لربنا يارب يارب.
بجد روعة وبسيط وواضح جدا ربنا يوفقك.

الجنوبى يقول...

ياه يا صديقى كم كلامك مريح وسائغ

لانى اردت ان اقوم بذلك الفصل بين العقل فان كنت تعرف كيف السبيل فتكرم


نقطة اخرى اود ان احكى عنها هى ان الدين مستوى عالى جدا من الفكر العميق المتماسك الذى يتصرف فى العقول والقلوب كوحدة واحدة as one unit وليس مجموعة من الافكار التى من الممكن ان ياتى يثبت تنافرها او بعضها اما حديثك عن الغيطانى والفن والمثلثات فانا اعتقد انها لحظة مستوقفة من اللحظات التذوقية للفكر

وعليه فان تعاملنا مع الافكار الناتجة عن الدين فيجب ان تتخذ فى رايى احد طريقين اولها ان نتعامل مع الفكر على انه نتج من مبتدأ ميتا فيزيقى وعليه فهو فكر سامى
وثانيها ان نتعامل معه على انه فكر حياتى متدين وهو بذلك سامى
وفى الحالتين هو منتج للجماليات

اعتذر للاطالة وارجو ان تتابع تدوينتى المقبلة فى مدونة دين وفكر وفن

تحياتى وتقديرى

عمرو

Abd Al-Rahman يقول...

"عقل و قلب"
اسم برنامج للرائع الدكتور محمد راتب النابلسى ، يتحدث دوما فيه عن هذا التوازن فى حياة المسلم ، فلا عقل بلا قلب فنصبح ماركسيين ونهوى فى بئر المادية السحيق ، ولا قلب بلا عقل فنتيه فى عالم الأوهام ...
ديننا عقل وقلب صديقى
ديننا عظيم ...
كلماتك مست قلبى ...
مفتقدك

emad.algendy يقول...

احمد غريب
انت واحشني اكتر
يارب تكون بخير
كله تمام
شكرا



*************
الجنوبي:
اعتقد انه محال ان تفصل العقل ابدا
لكن اجعل مدخلك وراس الامر كله للقلب
ثم اجعل العقل تابعا له "ان تاكدت ان مصدرك قران وصحيح السنة"


معك يقينا ان الدين وحدة واحدة
لكن احيانا نظلمه فينا بان نضخم نقطة على اخرى فتتضاءل الاخرى الى ان تتلاشى او تضمحل

على يقين ان الفكر في الحالتين منتج للجماليات
افادني تعليقك كثيرا
ربما لخص الكثير ووضعه ضمن اطاره
دمت بخير
في انتظارتدوينتك على دين وفكر وفن

تحياتي واعتزازي

**************
عبدالرحمن
افتقدك ايضا
دمت بخير
تحياتي

ابو نزار يقول...

يقول الإمام على العلم علمين فمسموع ومطبوع ولا ينفع مسموع اذا لم يك مطبوع كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع ,ويقول المتنبى ومن يك ذا فم مر مريض يجد** مرا به الماء الذلال,ويقول البوصيرى فى مديح البرده الشريفه قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد **وينكر الفم طعم الماء من سقم وأخيرا يقول الحكيم
لما تجاوز حسى* وفات مسى ولمسى
ولم أزل اتحرى*دليل ابناء جنسى
فلم يكن ذاك يجزى*ولا يعود بنفسى
رجعت نحوى بشرط*يغيب عنى حسى
فلاح تحت الضلوع**ما قد من قرن شمس
فقلت هذا طريق *بغير شك ولبس
وغصت حتى تجلى *واشرق منه نفسى
فلكل فعل مادى ظاهر متصل باطنى روحانى خفى يعمل على اتصال جميع المخلوقات بخالف الوجود علمت ام لم تعلم شائت ام ابت...يقول العارف الصوفى..حججت مرة فرايت البيت وحجت ثانيه فرايت البيت ورايت البيتوحججت ثالثه فرايت رب البيت ولم ارى رب البيت فالرجل فى اول حجه له راى ومارس الطقوس الحجربه فسعى بين جبلين من حجر ورجم حجر بحجر وقبل حجر وطاف بحجر فلما حج الثانيه راى ما ترمى اليه الطقوس فإذا هي الطاعه التى اوجبت على الوثنى العربى ان يهدم اللات والعزى ويقبل الحجر الأسود ويطوف بالبي العتيق فلما حج الثالثه راى ما بعد الرمز فإذا هو يطوف حول البيت كما يطوف الملائكه حول العرش وكما يطوف كل الكون حول مراكز تتوالى لتتم الطواف الأعظم جميعها حول العرش الأكرم فتاه عن وجوده المادى ووجود الماده من حوله فشعر بجلال القرب من الرحمن كما قال اله تعالى(كلا لا تطعه واسجد وااقترب) ,يقول الشاعر
اذا سكن الغدير على صفاء *وجنب ان يحركه النسيم
رايت به السماء بلا امتراء*كذاك الشمس تبدو والنجوم
كذاك قلوب ارباب التجلى*يرى فى صفوها الله العظيم

emad.algendy يقول...

شكرا "ابونزار"