٠٩‏/٠١‏/٢٠١١

بطيخ الهوية....

هل قرأت عن حيلة البطيخة؟

من المعروف ان القانون الاسرائيلي يمنع رفع العلم الفلسطيني ويقدم المتهمين للمحاكمة,فالعلم يثبت وجود شعب غائب في ادراك العدو,فهم يتوهمون ان ارض فلسطين هي ارض بلا شعب ,لشعب بلا ارض,رفع العلم يؤكد وجود شعب بهوية ثابتة راسخة,تماما كما يصر اي فلسطيني أصيل تتعرف عليه,يصر على ارتداء كوفية فلسطينية لتكون أيقونة تعريفه لنا جميعا,ولتصبح كوفيته حق عودته وسياج هويته,الكوفية لا تختلف عن مفاتيح نحاسية,يحتفظ بها المهجرون من منازلهم وكأنها قطع من ماس ,مفاتيح صدئة,لمنازل بلا وجود ولا ابواب.... غير انها مفاتيح هوية حفظت من النهب والتبديل ....هوية يدور عليها صراع شرس.....



ابداع المنتفضين يصل الى ذروته بحيلة البطيخة,التي كتبت عنها الصحافة الاجنبية لكن لم تذكرها اي صحافة عربية,فعند مرور القوات الاسرائيلية أمام اي ارض فلسطينية,يقوم الفلسطينيون بقطع بطيخة الى نصفين ثم يرفعون احد النصفين وكل لبيب بالاشارة يفهم,اذ انه سيرى الوان البطيخة المقطوعة ,فهي حمراء وقشرتها خضراء وبيضاء وبذورها سوداء_العلم الفلسطيني_,كما ان عملية قطع البطيخة في حد ذاتها تذكر المغتصب بقطعه وبتره من ارضنا ايضا, ناهيك عن الصمود والثبات التام ولو برفع البطيخ...اي ان قطع البطيخة اكثر عمقا ورمزية من مجرد رفع العلم.....



في غزوة مؤتة حمل "الراية"زيد قائد المسلمين,فاستشهد فحملها جعفر بن ابي طالب فقطعت يمينه ,فامسك الراية بشماله,فقطعت شماله,فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد,وقيل انه ظل محتضنا الراية حتى قطع جسده الى نصفين,برغم استشهاده لم تسقط الراية,بل حملها عبدالله بن رواحة فقاتل حتى استشهد,فحملها خالد بن الوليد حتى انتصر الجيش.....لكن نور اسقط العلم بكل بساطة وسطحية.....


بعض الاشياء قيمة في ذاتها,مطلق محقق بذاته,متجاوز للزمان والاشخاص ,يكسبنا المعنى والقيمة,لكن لا يدنسه قبحنا وضعفنا,شامخ يرفرف بذاته,نرى بسموه وعلوه ماينبغي لنا فننهض, العلم ليس خرقة او لونا بلا قيمة,العلم لا ينبغي ان يدنس ابدا,السماء وطنه,لابد ان يظل شامخا مرفوعا متواجدا فينا, سواء بقطع البطيخ ورفعه,او باستشهادنا جميعا.....من اين اتت اذا جيف نور وفئرانه وظلمته؟


من كفره بقضيته.... كفرنا باية قضية تجمعنا,تسقطنا جميعا في فردية ومادية مطلقة,تصغر مساحة القيم والثوابت,وتتضخم المنفعة والحقوق,نور ان غار عدو على وطنه,لربما فكر كثيرا في مشاركته باي دفاع,ولربما استعظم ان تهدر روحه لشعب كهذا, ثم كيف سيقاتل تحت علم لا يؤمن برفعه,اي راية سيرفعها حينها؟من لا ينفعل لعلمه لا يدافع عن ارضه,هذه امور كلية لا يصح تجزيئها,القضية هي من جعلت البطيخ سلاح وحققت الانتماء,القضية جعلت ابن عمر يصف جروح جعفر بقوله"ووجدنا في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية",القضية حائط صد ضد تمويعنا جميعا,شعب بلا قضية تجمعه مصيره السقوط,لكن يظل علمه شامخا,اعتز بعلمي وإن غيروه كل يوم,اعتز به وإن لونه كل حاكم ,افخر به ان احتوى هلالا او نسرا او نجوما,اعتز به حتى ان جعلوه خرقة بالية,اعتز به في ذاته,فهو يتجاوزنا جميعا,نمر عليه اجيالا وازمان,ويظل هو شامخا على الدوام وان تغيرت صوره,علمي هويتي وانتمائي دون تعبير للرمز,ان سقط انهزمنا جميعا....قضايانا تجعل من البطيخ سلاح,وتنطق الحجر....يتبع بوحي الحجر......

هناك ١١ تعليقًا:

محاولة لكسر الصمت يقول...

لا أملك تعليق..

لكن بصدق أسعدتني كلماتك هذه كثيرا.
فالوطن يعيش فيك وإن لم تعش أنت فيه


تحياتي

سمراء يقول...

الاشياء بها حياة ذاتية يجب ان نوقظها

ماركيز


سمراء

Unknown يقول...

اه لو تعرف كيف انتفض الدم في عروقي
يسلم فمك وسلمت يمينك التي ايقظت هويتي

اعجبني جدا تعليق سمراء

اعتز بك كصديق اعتزازي واعتزازك بعلمنا

أبو نزار عبد الرحمن الشرقاوى يقول...

العزيز نور الإعتزاز الحق بالفعل يكون بما وراء الرمز لا مجرد الرمز لم يمت سادتنا الصحابه واحدا وراء الآخر لأجل قطعه القماش الملونه ولكن لإنها الرايه الى رفعها النبى فهى رايه الإسلام هكذا فعل قبلهم مصعب ابن عمير فى غزوة احد وهذا ما اشرت اليه فى حديثى عن علمى الملكيه والجمهوريه لقد استشهد هؤلاء فداءا للإسلام ورمزه رايه الإسلام ولكن العلم رمز للوطنيه والوطنيه حال اخذت أكثر من حقها تحولت لنوع من الوثنيه والعصبيه القبليه الجاهليه ولقد ضاعت قضيه فلسطين التى استشهدت بها يوم حصرت أولا فى نطاق العروبه والقوميه ثم فى نطاق الوطنيه بينما هى قضيه انسانيه اسلاميه,يقول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
صدق الله العظيم
لو جاز لنا ان نرفع شان الوطن كما هو الحال القائم على كل ما ومن عاداه لكان رسول الله خائنا لوطنه يوةم هجر مكه للمدينه ثم فتحها بجيش من شتات قبائل العرب ولكن الوطن هوة الإسلام سيسئل الناس حال دخلوا قبورهم من ربكم وما دينكم لا ما أوطانكم وما احزابكم

إنسان || Human يقول...

كلام جميل بجد...........
بحب ابص كتير للعلم ..شكله بيدعو الى الاعتزاز وحاجات حلوه كتير

الجنوبى يقول...

الموضوع ليس موضوع كفر بقضية او ايمان بها

الموضوع فى راى ان الماضى تغير والحاضر حتما سيتغير

وعلى رايك كل شئ يتغير


تحياتى لاسلوبك الرائق

Mahmoud Alkelany يقول...

اعتز به في ذاته,فهو يتجاوزنا جميعا,نمر عليه اجيالا وازمان,ويظل هو شامخا على الدوام وان تغيرت صوره,علمي هويتي وانتمائي دون تعبير للرمز,ان سقط انهزمنا جميعا

=================================
سيدى اولم يسقط بعد؟!!!!

اولم ننهزم بعد؟!!!

ثم عن اى علم تتحدث؟ علمنا ام علمهم؟ ولم يدعى امثالنا دوما الى الموت ولا ندعى الى المجالسة؟

سيدى هذا زمن التنابلة والعور , هذا زمن الحيرة , زمن لا تعرف فيه الفرق بين شعرة معاوية وشعرة صدر تامر.

سعد قال مفيش فايدة أما انا فأنتظر القادم من بعدى ...

الجنوبى يقول...

ايه يا عم الحج انت فين



مال الدنيا فضيت مرة واحدة كده


صحى النوم

محاولة لكسر الصمت يقول...

طالت الغيبة كثيرا كثيرا ... ماذا حدث لنا!!!!!!!!؟

اقصوصه يقول...

رمضان كريم :)

محاولة لكسر الصمت يقول...

عسى أن تكون أيضا بأفضل حال.

نعم..احيانا نصمت فقط للصمت
دونما سبب لصمتنا او حديثنا
وأحيانا نصمت لأسباب نظن أن
الصمت هو حلها ونكون مخطئين.

أرجو أن نقرأ لك قريبا

تحياتي