١٠‏/٠١‏/٢٠١١

وحي الحجر

نور كان يشفق عليهم كثيرا,لكنه ابدا لم ينفعل لهم,مجرد شفقة على شخص يموت في لعبة ساذجة,كما انه كان يعتبر كل من يتبرع لهم عاطفي ,فمعنى ان تتبرع لطفل يمسك حجرا امام دبابة مدرعة ,معنى ذلك انك قاتله مع سبق الاصرار والترصد,لذا فان جل ما فعله نور ايام الانتفاضة ان قاطع التبرع لهم ونشر ذلك بين احبائه, كما انه اكتفى بدعاء ردده كثيرا حينها"اللهم ارزقنا ان ننصرك فينا"حتى اذا ما دعوا "اللهم انصر اطفال الحجارة وسدد رميتهم"كانت آمين تخرج من فيه بحياء تام من ربه,فكيف يدعو بما لايعتقد تحققه؟دافعه لذلك كان عقليا تماما بحسابات منطقية ينجلي لاي طفل ان الهزيمة واقعة لا مناص منها, فلماذا نستنزف اموالنا وطاقتنا في هزيمة محققة, منفعلين بسذاجة وسطحية؟؟؟


*يلاحظ ان" اسرائيل" فقدت في الانتفاضة اكثر مما فقدته في حروبها مع اربع دول عربية لديها جيوش نظامية(يديعوت احرونوت 2/9/2002)

*الانتفاضة ليست هبة بل هي حرب استنزاف اغرقت اسرائيل في لجة من الدماء هآرتس(/१/२//2002)

*العام الاول للانتفاضة عام مضرخ بالدماء و هو الاسوأ في تاريخ اسرائيل

*الفلسطينيون نجحو في زرع الرعب في صفوفنا وفشلنا في اخافتهم ,واكبر دليل على ذلك ان الوزير داني نفسه وابناء عائلته اخلو منازلهم خوفا على امنهم (يوئيل ماركوس في هآرتس १३/११/२००१)

لكن نور على اي حال كان يعتقد ان هذه الكلمات العاطفية الفضفاضة من خوف وفزع لا تمثل شيئا,ربما كانت مبالغة من احدهم ,ربما لم تكن اكثر من خوف مفرط لاحداث بسيطة لم يعتادها صهاينة آمنون,هذه الارقام غيرت صورته جزئيا:

*معدلات الخوف ارتفعت من 9५७% مطلع اكتوبر الى ७८%مطلع نوفمبر( معاريف २०/فبراير२००१

*ارتفاع استهلاك ادوية مضادات الاكتئاب بنسبة ५०%( يديعوت احرونوت १४/२/२००२)

*الاستثمارات الاجنبية انخفضة بنسبة ६५%

*الصادرات انخفضت بنسبة ११%

*२२%من الفئة العمرية १८-२४ يفكرون بالنزوح عن اسرائيل (هآرتس १३/९/११

*११%يريدون النزوح عن اسرائيل( اصبح النزوح مقبولا اجتماعيا بعد الانتفاضة)

*اصدر ११ ضابطا وجنديا من جنود الاحتياط ,اصدرو بيانا يعلنون فيه عدم استعدادهم للخدمة في الضفة الغربية يديعوت احرونوت ११/११/२००२ وصل عدد الموقعين على البيان الى ४२० في ابريل २००२
*


حجر لا تلقي له بالا,تركله بقدمك في وطنك لاعنا الاحوال والظروف يغلب اربعة جيوش عربية نظامية ,انفعالنا لقضايانا يكسب الاشياء معنى, فيصبح شق البطيخ نضالا ويمسي الحجر ملهما لجنوده متفردا بخصائصه,فهو سلاح وطني متوفر في كل مكان ولا يستورد من الخارج ,ويمكن استخدامه الى ما لا نهاية ,كما ان استخدامه لا يتطلب دورات تدريبية وتنظيمية فبأمكان الطفل والشاب والكهل استخدامه ببساطة دون تدريب مسبق,ناهيك عن استحالة مصادرته, كما انه يسبب الالم والاذى ولكنه ليس مدمرا,لذا ان امسك العدو براميه -خاصة في وجود وسائل الاعلام-فلن يمكنه استخدام الته العسكرية ضده الا بحذر شديد "محمد الدرة شهيد يشهد على ذلك",حجر اجتمع عليه شعب على اختلاف اطيافه واعماره ,فمن لا ينفعل لوطنه واخوانه ويهب لهم ولو بالقاء الحجارة؟؟



الحجر الفلسطيني كان ملهما لكل اطياف النضال ,فأعادة استخدامه الى ما لا نهاية تحققت في احلك المحن الفلسطينية,فالمعتقلون في السجون الاسرائيلية ,يصبح غيابهم حضور, حيث يقضي المعتقل فترة اعتقاله داعيا لقضيته بين المساجين الجنائيين وغيرهم,بالتالي تصبح السجون مزراع تفريخ للمنتفضين ,ومعاهد تثقيفية لشباب فلسطين العادي, يتعلمون فيها اساليب النضال ,ويتدربون بصورة نظامية, كما ان الاضرابات من طرف المعتقلين تزيد من تراحم جميع المساجين باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم, ناهيك عن كسرها للفردية والانانية فيتحقق ترابطهم و تراحمهم, كما انها تعرف المساجين بحقوقهم المهضومة وتقوي جرأتهم للمطالبة بحقوقهم ,فتقوى شكوتهم ويكسر حاجز الخوف من السجان باضرابات منظمة,بالتالي تصبح السجون اكاديميات لتخريج الثوار.....


وحينما يخرج المسجون يعود في قريته ومنطقته بطلا ,نموذجا انتفاضيا متحققا,ينظر اليه الاطفال والشباب والكهول باكبار,فيتحول غيابه الى حضور ينير العقول ويلهم القلوب والارواح,المساجين لا يختلفون عن الشهداء,اذ حينما يسقط احد المنتفضين شهيدا,فانه يتحول الى رصيد مضاف,فيؤخذ الجثمان لتقام عليه الصلاة,فيجتمع الكل باستشهاده,ويزداد التماسك والتراحم,فكم من زفة الى جنات القبور تحولت لمسيرة تندد بالعدوان,سواء بكلمات وخطب تجدد المعنى في النفوس ,او بغضب منتفض في العروق لا يبرد بالموت,ناهيك عن تكافل الجميع مع اسرة الشهيد,فتتسع دائرة "القربى"لتشمل المجتمع باكمله,روح الشهيد تظل تسري بعزة وكرامة في الجميع الى ما لا نهاية....



ان ماتت قضايانا اختفت هويتنا وانتماءاتنا واصبحنا عقلاء جاهلون,انفعالنا لقضايانا يكسب الاشياء معنى فيصبح الحجر ملهما لاصحابه,من وحيه يتجدد المعنى ولا يبلى او ينتهي سواء لسجن اصحابه او استشهادهم.......



يتبع بintifada ....لا تفوتك

*ان لم تكن الارقام ظاهرة بوضوح فبامكانك ان تحمل كتاب "من الانتفاضة الى حرب التحرير الفلسطينية" للمسيري سيثريك يقينا حقوق النشر للقراء وذلك اقل ما يمكن ان تقدمه لهم....

هناك تعليقان (٢):

إنسان || Human يقول...

الحياة مختلفة هناك تماماً , لهم معايرهم الخاصة , ولهم رؤيتهم الخاصة للحياة
الطفل هناك يُربى على العزة والكرامة
والميت عندهم شهيد يُزف بالزغاريط وكأنه عريس , الأطفال هناك يُولدون ليموتون فداءاً للأرض
هم يعلمون تماماً ما الحياة بالنسبة لهم
هدفهم واضح وجلي أمام عيونهم
" الدور والباقي علينا "
الحجر هو أبسط مثال طرحته
نحن ننظر اليه على أنه حجر ..مجرد حجر
لا قيمة له نركله بأقدامنا
أما هناك فهو سلاح يرهبون به أعداء الله...فلينصرهم

emad.algendy يقول...

العزيز محمد
الحجر حياة
لكن ان فقهنا
امين
تحياتي