١٨‏/٠١‏/٢٠١١

INTIFADA

الانتفاضة المباركة حالة فلسطينية خاصة,تعكس واقع اهلها وهويتهم الضاربة في اصل التاريخ,فلكل تكوين بشري,وحراك انساني خصوصية تميزه عن غيره سواء في الزمان والمكان او بتعاقب الاحداث وتاثيرها,فالانتفاضة الفلسطينية ولدت في ظرف تاريخي خاص,ثمرة نضال اهله وتمسكهم بقضيتهم وهويتهم ابدا , لذا ستجد كلمة انتفاضة تم كتابتها كما هي دون اختزالها في اطار عام باعتبارها "ثورة " او" حرب استنزاف" او" نضال سلمي" مع كونها ثورة شعبية انسانية ترفض الظلم والطغيان, كما انها حرب استنزاف اسقطت العدو في لجة من الدماء, ناهيك عن كونها نضال سلمي يقف فيها صبي بحجر امام دبابة مدرعة, لكن خصوصية الانتفاضة واستمراريتها حتى تعود الارض ويرد التاريخ لمساره وشعبه, ألزمت الجميع باختلاف لغاتهم وانتماءاتهم بلفظها بنطقها العربي لكن بحروف تعكس لغة كاتبيها وقارئيها.....



فكلمة انتفاضة مناسبة تماما لوصف الاستمرارية, فهي صورة مجازية تبلور ادراك الانسان الفلسطيني للواقع الصهيوني ,وهي مشتقة من الفعل "نفض" مثل" نفض الثوب" يعني حركه ليزول عنه الغبار ونحوه ,ولعل هذا وصف دقيق للاستعمار الاستيطاني الذي لم يضرب بجذوره في تربتنا الجغرافية والتاريخية, فهو مثل الغبار الذي علق بالثوب الفلسطيني ,ولم يمس الجوهر, ويقولون ايضا "نفض المكان" اي نظر جميع مافيه حتى يعرفه, وهذا تكتيك معروف لدى شباب الانتفاضة ,ويقولون ايضا" نفض الطريق" اي طهره من اللصوص ,ويقال "النفضة" وهي الجماعة يبعثون في الارض متجسسين لينظروا هل فيها عدو او خوف؟ وهذا ايضا تكتيك اخر للمنتفضين وتحمل الكلمة ايضا معاني الخصوبة فيقال "نفض الكرم" اي تفتحت عناقيده, ويقال" نفضت المراة" اي كثر اولادها, و"المراة النفوض" هي المراة التي لا تكف عن الانجاب تماما مثل الانثى الفلسطينية*.....



ان الثورة انقطاع اما الانتفاضة فعودة الى ماسبق واسترجاع الهوية التي سلبت حتى تصبح" اسرائيل" مرة اخرى "فلسطين" كما كانت دائما عبر التاريخ ولا يمكننا ان ننسب الى شباب الانتفاضة الذين اختاروا المصطلح معرفة بكل هذا وادراكا واعيا له, ولكن لا يمكن ايضا ان ننكر احساسهم الحضاري الفطري السليم بخصوصيتهم ولحظتهم التاريخية وارتباطهم المباشر بتاريخهم,ان المناضلين الفلسطينيين في اختيارهم كلمة انتفاضة, قد وضعوا ايديهم على واحدة من اهم خصائص تحركهم التاريخي المبارك: انه تحرك يتم داخل اطار الهوية التي تمتد من الماضي عبر الحاضر الى المستقبل*.....



هوية انطقت الحجر وجعلت البطيخ سلاح وفجرت ينابيع اللغة لتنطق بحال اهلها,هوية الزمت كونا بنطق لغة صبي اعزل امام دبابة....
للانتفاضة اثر السحر,يكفيك ان تؤمن بقضيتك,وتنتمي لوطنك وهويتك,متجاوزا ذاتك وفرديتك,فتمسك حجرك وتقذفه في اي وطن كان,فتحرر وطنك ويرحل رئيسك في ظلمة الليل...

الانتفاضة الفلسطينية....التونسية....ربنا يكرم

*من كتاب "اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود",ايضا خصائص الحجر السلاح وتبديه في النضال الفلسطيني كان من نفس الكتاب لكن بصياغة من نور..... لك ان تبتاعه من دار الشروق سيثريك يقينا
معرض الكتاب على الابواب ...اتمنى لو شاركتني بعض اسماء كتب احببتها اجدد بها عقلي...تحياتي

هناك تعليقان (٢):

الجنوبى يقول...

ايـــــــــــــــــه يا صديقى

عود كريم ورجوع احمد

يا صديقى لا اعرف لماذا اكره تلك التعبيرات ثورة انتفاضة

ولا اعرف لماذا تشعرنى بالعار


اعذر جهلى

تحياتى

اخوك عمرو

غير معرف يقول...

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر

كلماتت شاعر تونس العظيم أبو القاسم الشابي
قالها من عشرات السنين .. وحققها شباب تونس الأبية

فهل شباب مصر عاجز عن تحقيق ذلك؟

تحياتي

إبن بهيـــــة

http://ibnbahya.blogspot.com/