١٥‏/٠٥‏/٢٠١١

افتعال

عندما سأل الملك وزيره عن رايه في الطبع والتطبع,اجابه الوزير بانه على يقين ان الطبع يغلب التطبع ,هنا ابتسم الملك وصفق مرتين ليفاجىء الوزير بتشكيل قططي على شكل مثلث تتحرك فيه القطط بمرونة وخفة ,الاجمل انها  كانت منتصبة تقفز على قائمتيها الخلفيتين بينما تمسك شمعة بالاماميتين,تشكيل القطط اذهل الوزير,وكانها قرود او حتى بشر تتقافز ممسكة بشموعها في خفة ورشاقة,هنا ضحك الملك وسال الوزير عن رايه في الطبع والتطبع,ظل الوزير صامتا واجما دون ان ينطق بكلمة,عندما عاد لمنزله سالته جاريته
عن تغير حاله,فقص عليها ما حدث ,ابتسمت الجارية واسرت له ما عليه فعله


في الصباح اتجه الوزير للقصر,وسال الملك عن رايه في الطبع والتطبع,ضحك الملك واجابه بالتصفيق,فخرجت القطط في تشكيلها البديع,ابتسم الوزير واخرج من جيبه فارا,اطلقه في وجه القطط,فهاجت القطط وماجت وعادت تركض كما خلقها ربها على اربع,ملاحقة لفار رخيص مضيعة كل اوقات التدريب,ضحك الوزير وسال الملك :ما قولك في الطبع والتطبع


مازلت تذكر الظروف القياسية؟ماتعلمناه في التفاعلات الكيميائية انها تحدث ضمن "ظروف قياسية" يتم فيها تحييد الضغط والحرارة,ذلك ان اي تغيير فيهما يجعل الناتج مختلفا,ما اعتقده انني اتعامل مع طباعي السيئة ضمن" ظروف قياسية" تماما كما تعاملت القطط,فطالما كانت حياتي سهلة ميسرة وديعة,استطعت ان اتطبع بكل جميل,قد اصل الى حد الاتقان احيانا,حتى اذا ما ظهر لي فأر ضاغط او ازدادت حرارة اقداري,وجدتني اعود لسابق عهدي,اركض على اربع خصال تهلكني,محاولا افتراس ارخص الاسباب متعذرا بوجودها,مضيعا مجاهدة وتدريب ايام وشهور


عندما عاتبت صديقي لسوء اهتمامه_نادرا ما اعاتب_وجدته يهاتفني كل يوم,حتى انه اخذ يعلق على كل تدويناتي القديمة والجديدة_لم اطلب او اذكر ذلك_اذا اخبرته انني متجه لمكان ما ,اجده يهاتفني ليطمئن على احوالي,صدقا لم اقتنع او حتى استسيغ فعله,الاهتمام طبع لا يكن بهذا التكلف,بعد مرورنا بفترة ضاغطة اختفى كالزئبق,لا اتصالات ,لا تعليق ولا معرفة بتفاصيل جديدة او سؤال عن الاحوال,الادهى انه وبعد فترة انقطاع طويلة , ظهر فجاة ليسألني عن رايي في اهتمامه الان,كان سعيدا مخلصا في سؤاله,ابتسمت واخبرته:جميل

هذه التدوينة اكتبها لي,حتى لا انسى غواية طباعنا ,حتى لا اركن واحسب انني امتلكت طبعا حميدا بمجرد افتعال سطحي,طالما كنت ادرك انني افتعل ما ليس مني ولا فيني,واني مازلت اجمل نفسي قسرا لتصبح شيئا آخر ,طالما كنت اتعامل مع سيئات نفسي وسوؤها بملاحظة ومراقبة وتمرن,طالما كانت "الانا" حاضرة تراقبني من مسافة,فتحكم وتقيم وتعلن نتائجها,طالما كان فعلي متجملا يسبقه تفكير واصطناع,طالما تحركت وتفاعلت ضمن ظروف قياسية تجعلني على اجمل حال,حتى اذا ظهر فأر خوفي اضطرب حالي وساء
فعلي,طالما كان كل ذلك او بعضه,فانا مازلت اتطبع...مازلت افتعل

ربما يثريك "سجن العمر"هنا
اعتقد ان افتعال هي سجن العمر2




تدوينتك القادمة:بدايات
انتظرها في 25/5
تحياتي




هناك ٨ تعليقات:

غريب يقول...

جميل أن تكون لديك مرآة افتعال
كثيراً ما أجدني أهدم صرحاً بنشوة عابرة
أضعت العمر ما بين إدمان وصعلكة
دائماً ما كانوا يباركون
أفتخر بمنجزاتي فيأخذني الغرور
أغتر بثقتي العمياء
فترديني شهوة رخيصة لتعيدني أصفار
أحاول جمع الأرقام وضربها و تحليلها
لا فائدة فقد نسفت كل جهد

مساك الله بالخير أستاذي
حركت ذاكرة عثراتي
بقصة كخيزران تأديب
أو قرصة تأنيب

لك مني باقة عبيرها التقدير

emad.algendy يقول...

العزيز غريب
امتعني تعليقك كثيرا
قراته لاكثر من مرة
جميل ان يدور المعنى بين كاتبه ومتلقيه فيندي على القلوب والعقول في كل حين
شكرا للزيارة
تحياتي

غير معرف يقول...

يغلب الطبع التطبع ولكن أوليس من الممكن التحايل بالعزيمه والإراده والرغبه اليقينيه كيما يصبح التطبع جزأ من الطبع,العزيز نور مما تعلمناه ان الحيوانات ذات ذاكره محدوده وبعضها بلا ذاكره البته ولهذا فهى لا تستفيد من تجاربها ناهيك عن تجارب اسلافها إلا ما ندر وانما تتصرف بردة افعال حسب ما تقتضيه الاحوال ولكن الحال مع البشر يختلف يقينا ولو غلب الطبع التطبع وكان الثانى منهما خير من الاول فهناك ثمه امر ما يشوب اراده من قد فعل

emad.algendy يقول...

العزيز غير معرف
يمكن يقينا التحايل بالعزيمة والارادة والرغبة اليقينية لكننا نتحدث عن القاء موسى للالواح واخذه بلحية اخيه بعد قول ربه واصطنعتك لنفسي ولتصنع على عيني,او حتى بعد ان وكزه موسى لغضبة فقتله,نتحدث عن تسلل طبعنا في غفوة منا,نريد فقط ان نبقي ادراكنا واعيا متحفزا لئلا نسقط في وهم اننا تغيرنا فنركن ولا نعمل دون تشكيك بارادتنا

اصبح اسمي عماد الجندي,كلاهما يارب يكون نورا
امين
تحياتي لشخصك

نور يقول...

مساؤك خير وبركة

أتفق معك ، كثير من أفعالنا نظنها " طباع "ونفرح بها ولها وفي لحظة صدق حقيقية مع الذات نتفاجأ أننا واهمون وما هي إلا دخيلة علينا، حاولنا أن نكون بها لكننا فشلنا أو ربما لم نستطع وغلب طبعنا .. ؟!

*

لكن ، هذا لا ينفي أن بالإمكان حدوث "التغيير " القدرات لإحداثه تتفاوت لكنه ممكن وليس مستحيل ولا شكّ بالصبر والروية وإرادة التغيير يصبح الافتعال فعل حقيقي وطبع وليس تطبع .

كل الشكر والتقدير

رشيد أمديون يقول...

مهما حاولنا أن نكون بالشكل الذي نحب ان نراى فيه أنفسنا صدفنا ثغرات قد لا تكون في الحسبان، فننقل على أعقابنا..

راقت لي التدوينة كثيرا، هي وقفة تأمل.

emad.algendy يقول...

العزيزة نور
في البداية كثيرا ما يعجبني قولك مساؤك خير صباحك بركة اتفاءل بهذه الكلمات كثيرا
جعل ربي كل اوقاتك بركة وخيرا ونور

اما كون التطبع قد يصبح طبعا
فالايمان يحقق ذلك باقصر الطرق وانجحها
يارب حقق ايماننا
تحياتي




العزيز ابو حسام
يروق لي مرورك هنا كثيرا
شكرا لتواصلك

Unknown يقول...

يعجبني كثيرا طرحك للمواضيع
وقد لا أذيع سرا -بدون افتعال- أنني أتعلم من أسلوبك في الطرح

تقبل تحياتي وأرجو أن تجرب المرور على مدونتي الناشئة وسأسعد حتما بتعليقك عليها