ابو حامد الغزالي كان يقول "امهات الاخلاق واصولها اربعة":
الحكمة
الشجاعة
العفة
العدل
ثم شرح مراده من الحكمة:حالة للنفس بها تدرك الصواب والخطا,العدل :حالة للنفس بها تسوس الغضب واراد بالشجاعة:حالة للنفس تكن قوة الغضب منقادة للعقل في اقدامها واحجامها........
حقيقة عندما قرات تعريفه لكل صفة لم يستوقفني سوى كلمة"حالة" .....صفة مثل الشجاعة والحكمة من البديهي ان تكون صفات راسخة ثابتة ليست مجرد حالة.......حالة للنفس تعني ان كل شيء من الممكن ان يتغير بلحظة ......كثيرا ما اركن لبعض الصفات التي اظنها ثابتة راسخة ...لكن بمرور الايام وبكثرة التلاهي اجدني افقد صفة حميدة كنت املكها يوما واعتقدت انها اصل ثابت لايزال او يمحى.......اجدها استبدلت ببعض صفات اخرى اعتقدت اني محال ان اكونها او اعيشها يوما.....
الانسان حياته وتصرفاته ومشاعره ليست سوى حالة...... عندما قرات حديث "لايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" لم افهم حقيقة انتفاء الايمان...لكن بعد ان ايقنت ان الايمان ايضا "حالة" تترجم لسلوك قويم وسمو للروح.... اذا السارق وهو يسرق لم يكن" بحالة "ايمانية اطلاقا ... ....حديث سيد الاستغفار ايضا يحمل نفس المعنى ..تجده في جملة " وانا على عهدك ووعدك ماستطعت" كلمة ماستطعت تجعلني ادرك ان التزامي بالعهد والوعد قد لا يدوم........يعتمد على اجتهادي
اصبحت اكثر مرونة من ذي قبل بعد ان تفهمت "الحالة" كثيرا ما كنت انصب المحاكم لاصدقائي او لمن لهم قيمة بحياتي.... لتكون اي هفوة او خطا صعب ان يمحى او ان اتجاوزه......الان ادركت معنى ان تلتمس لاخيك سبعين عذرا....
كل جزء بحياتنا ليس سوى حالة ....
الانسان:
معلق بين العمل والراحة
معلق بين الالهية والبهيمية
معلق يتردد بين ايثار عقله او بدنه
يولد ولكن ليموت ويعلم ولكن ليخطىء
يختلط امره في فوضى من الفكر والشهوة
مخلوقا نصفه ليرتفع ونصفه لينحدر
سيدا لجميع الاشياء وفريسة لها جميعا......."الكسندر بوب"
كوننا جميعا نعيش "حالة" من الشجاعة او الكرم او العدل والمحبة او حتى الابداع يجعل فرصنا جميعا متساوية للحصول على اي خلق نرتضيه لنا, يكفي فقط ان تحاول ان تضع نفسك برياضة نفسية وذهنية-جهاد للنفس- في "حالة كرم" او "حالة شجاعة" او "حالة ابداع" تكن نابعة من اعتقادك بان ربك يجازيك خيرا عن تهذيبك لنفسك......فرص البشر جميعا متساوية لنيل او فقد ايا من الصفات الحميدة الامر كله يتوقف على "ماستطعت"....فقط راقب حالتك....ان كنت تملك ايضا صفة لاترضاها لنفسك فاعلم انها "حالة"طالت ايامها بك...باستطاعتك ان تستبدلها بحالة اخرى...وان وجدت انك باحسن "حال" فانتظر الاخر ليصبح مثلك...قد تكون حالته الان سيئة لكن يقينا اصله خير...رفقا به وبك....
"جددوا ايمانكم فان الايمان يبلى كما يبلى الثوب"
"وسع ربك كل شيء رحمة وعلما"