١٦‏/٠٨‏/٢٠٠٨

خارج السرب

معظم من اعرفهم اصبحوا شخصا واحدا باهتا لا يحمل اي ملامح...الشباب في اغلبهم يمتلكون نفس الصفات ....الطباع ....المفردات...كتل متشابهة تتحرك من حولك ...تجعلك لاتدرك من كنت تحادث...او عن ماذا كان حديثكما....صور منسوخة عن بعضها تجعل الحياة اكثر رتابة..قوالب تفرغ نموذجا واحدا فقط..يكفي اي يحتويك قالب..او ان تلملم نفسك قهرا داخل احداها, لتصبح واحدا منهم..بنفس الاهتمامات..والانفعالات ...وحتى الآراء....قالبهم هو جواز مرورك لهم...



جمال حمدان ان لم يصر على اختلافه....واعتزل الحياة الثقافية والجامعية...عاكفا على تفرس كل ملمح في معشوقته ...لما ابدع موسوعته "شخصية مصر" التي القت بظلالها على كل من الحياة الثقافية والجامعية...مبدعا اسلوبا جديدا في ربط الافكار البسيطة والتفاصيل الصغيرة بحقائق اكبر لتصبح اكثر عمقا
وتاثيرا....اختلاف حمدان كان زهدا في عمله كاستاذ جامعي... وعزلة عن الحياة الثقافية.. واسلوب بحث فريد مبدع....لم يرضخ لاي من قوالب الجامعة او الثقافة .....ولم يسعى لبحث نمطي مكرر عن مصر....





ابوتريكة ابدع اختلافا اصيلا ميزه عن غيره....الرجل يتحدث عن بلدته, وعن سعيه لرضا "الحاجة " ,وعن عمله في البناء دون اي حرج....هو يعلم جيدا ان الرزق بالسعي...لذا التزم بكل تدريباته فجرا طالما ارتضى عقدا مع ناديه... يدعو لدينه بخلق بسيط متواضع ....او باعلان تضامنه مع غزة... واهتمامه بقضية أمته...سجدة واحدة من ابو تريكة تدخل ايمانا في الاف القلوب.....



أعلم يقينا ان وطني قادر على هضم اي مختلف بداخله...الاستعمار لم يغير شيئا في موروثنا الثقافي الا اللمم...المغرب العربي ان قارنته بنا تشعر انهم استقلوا بالامس فقط...المصريون قادرون على هضم اي غريب واخفاء ملامحه تماما...ليس سهلا ان تملك اسلوب حياة يمتعك هنا ....او ان تحقق "اختلافا" يرضيك ..





جمال حمدان حقق فقط ما يمتعه...عاش كما يحب...اعتزل ما اعتقد انه يغتال ابداعه ويقتل وقته... بالطبع صبر كثيرا....وربما شعر بالوحدة احيانا...لكنه لم يختلف للاختلاف...انما عاش لما يريده ويرضيه.....ابو تريكة ايضا اختلف لما يريد.....لم تحتويه قوالب لاعبي الكرة ببلدي...ليصبح ملهما لكل شاب يأمل في غد افضل لأمته ..... نموذجا لمسلم يحيى برحابة خلق ورقي وحضارة ....يحمل هم أمته....حمدان اصبح ملهما لعبدالوهاب المسيري...اعتزل الاخير حياته الجامعية وسار على خطوات حمدان في بحثه الابداعي ...لينجز موسوعته"اليهود واليهودية والصهيونية"

اختلافهم كان الهاما....





بهدوء:

اختلافك ان تعيش ما تحب...
ان تبدع ما تتقن....
ان تتميز بما تحمله من ابتكار او صفات...
اصنع لنفسك اسلوب حياة ترتضيه...وحاول ان تحققه طالما يسعدك..تحرر من قوالبهم....ربما تلهم يوما اخرا مثلك...

هناك ٩ تعليقات:

Abd Al-Rahman يقول...

عزيزى عماد
أؤيدك تماما فى أن الشباب أصبحوا قوالب منسوخة ، الكل متشابه ، وانا تحدثت معك من قبل فى هذا النقطة وقلت لى انك تشعر ان الشباب فى كل أنحاء مصر كأنهم شخص واحد لهم نفس أسلوب الكلام والملبس والفكر ... أعتقد أن سبب ها هو وحدة المصدر الذى يقلدونه وهو الغرب .
وجهة نظرك ذات قيمة عالية وممتاز أنك لفت نظرنا الى نقطة الاختلاف ، لان الاختلاف هو من يصنع العظماء .
كنت اتمنى أن تعطينا أمثلة أكثر عن الشخصيات التى قررت أن تتميز عن الآخرين ، وان كان أبوتريكة يكفى ،ههههه ، لكن أحيان هناك بعذ الاشخاص يحتاجون الى ان تعدد لهم الامثلة حتى يقتنعوا
تحياتى وإحترامى الى موضوعك المتميز
أعتقد انك من الاشخاص المختلفين

Ahmed El-Agouz يقول...

بوست رائع
نعم الاختلاف هو سبب وجودنا لكن الاستهال وانعدام الرؤية وعدم وضوح الهدف وانعدام او ضعف الثقة بالنفس هم بعض الاسباب التي ادت الي الحالة التي نراها الان امامنا وقد نعيشها في بعض الاحيان

حتي وصل الحال بنا ان نتشابه حتي في الحنس وليس الفكر واسلوب الحياة فقط
فلا الرجل اصبح رجل ولا البنت اصبحت رجل مسخ بين هذا وذاك
العجوز

إنسان || Human يقول...

خارج السرب
بالتأكيد حلقوا خارج السرب , تميزوا عن الآخرين وكونوا لهم نمطاً وقالباً مختلفاً , من المفترض أن يتميز عن الأخر ونختلف , ونردد داخلنا عبارة أنا مختلف ليس إختلافاً ظاهرياً على الفاضي والمليان
بالتأكيد هناك الكثير من المختلفين والمتميزين , ولكنهم قليلون

emad.algendy يقول...

عزيزي عبدالرحمن
سعيد بمرورك
يحتاج البعض لامثلة اخرى كثيرة ليقتنعوا؟
كنت ساضيف مثالا لزويل عندما تحدث عن طفولته في دمنهور ذكر انه كان شغوفا بالعلم منذ طفولته....بينما يلعب الاطفال في نفس عمره على"الترعة" يقضون ايامهم ذهابا وايابا بدون اي هجف سوى "الترعة"كان يقضي هو ايامه في الدراسة لعام دراسي جديد....
لدرجة انه انهى سنة دراسية قبل ان تبدا...اهله وضعوا لوحة على غرفته"غرفة الدكتور احمد زويل"
بالطبع جيرانهم اتهموهم "بتعقيد الولد""وماعاش طفولته" واستهلاك عام
لكن علمه كان متعة

ايضا في هرته اختلف كثيرا عن العرب"المهجرين" وليسوا المهاجرين...لم ينسى يوما انه مصري لدرجة انه انفصل عن زوجته الاولى لانه يسترجع ذكرياته بمصر ويسافر مئات الاميال ليقضي ساعة بمقهى يقدم "شاي وقهوة وشيشه"على خلفية لام كلثوم او عبدالوهاب حتى في كلمته لجائزو نوبل اشار للرابط بين رسم فرعوني وبين رسم الجائزة
هو ابدع "باصالة"وثبات"

ايضا جمال بدوي في تناوله للتاريخ كان مختلفا عن كل ما عهدناه من احداث تتراص في سلسلة دون ان يكون بينها اية روابط سوى كونها "احداثا"تناول التاريخ بصورة مغايرة تماما
لم يهتم كثيرا بتاريخ الصفوة بقدر ما محص تاريخ "امة "وشعب"
ابداع جمال بدوي كان في تناوله واسلوبه

ايضا تولستوي"بس ده مش مصري كنت عايز اركز على مصريين"رفض الاقطاع وكل ثروته واتجه فقط للتامل والتفكر في حياة غيره لدرجة انه اعطى الكثير من الاراضي للعاملين بها
البعض اعتبره اديبا نبيا

بيل جيتس اختار حياة عملية ناجحة تجعله اغنى رجل في العالم بفترة طويلة خير من حياة جامعية في امريكا"مش عندنا يعني مش عارف عندنا المفروض نعمل ايه...نولع في نفسنا يعني؟"لا تصقل ابداعاته

سعيد بمرورك
علهم اقتنعوا الان
اعتقد الهجرة ايضا نوع عظيم من الاختلاف والتغيير
تحياتي لمرورك..

emad.algendy يقول...

احمد العجوز
سعيد بمرورك
معك اننا قد نعيشها احيانا
اتمنى ان تقل المسوخ بنا
تحياتي

************************

human
بالطبع اختلاف بالجوهر
هذا ما نريده
تحياتي لاثرائك سعيد بمرورك
دمت بخير

صوت من مصر يقول...

عماد صعب انك تخرج من السرب لكن سهل تهجره ؟
صح ولا تنحرف عنهم لانهم منك وليك ؟
يا اما ابعد وخلاص يا اما افضل معاهم ظ

emad.algendy يقول...

صوت من مصر
تحياتي لمرورك
قصدي المهم تعيش حياتك باسلوبك
ايا كان معاهم او من غيرهم
المهم تحقق اللي عايزه
لو الهجرة تحققلي اللي عايزه فليه لا؟؟

غير معرف يقول...

التميز اختلاف والإختلاف تميز للأسوأ أو للأفضل,و مجتمعنا المصرى يرفض الإختلاف والتميز فإما أن تتقولب مع مجتمعك وأما أن تصير فى نظرهم متكبرا او مغرورا او سفيها أو مجنونا او غريب الأطوار لم يختلف جمال حمدان ولا اعتزل بإراته وأنما حسبما كان يرى أنه قد تعرض لإضطهاد مذموم بينما كان زملائه بالعمل يصرون على أنه حساس اكثر من اللازم ..لا بأس لقد اعتزلهم وعاش وحيدا ....ربما ولكنه انتج ما سيخلد إسمه إلى ماشاء الله...التميز والإختلاف والمبادرة الفرديه الخلاقه هى القاطرة التى تجر من ورائها قطر الحضاره واى مجتمع يعيش بعقليه جمعيه ترفض الإختلاف والتجديد هو مجتمع حكم على نفسه بالركود والتخلف والتراجع وأخشى أن هذا هو حال مجتمعنا فى الوقت الحاضر فكيما تكون شابا مصريا متعايشا عليك أن تحب كره القدم والأفلام الشبابيه والأغامى الشبابيه وتهم بانواع السيارات والموبايلات والعلاقات مع الفتيات والدعابات السمجه والألفاظ البذيئه وغلا فانك مخلوق غريب بحاجه إلى علاج نفسى.....أترانى قد بالغت قليلا؟؟؟؟؟؟؟

emad.algendy يقول...

ابو نزار
ابدااااااا
انت تعرف رايي مسبقا في المجتمع المصري
سبعة الاف سنة من الانغلاق
ليست من الحضارة
جميل ان يكون للمصري لونه الخاص ونكهته المميزة
لكن دون تكرار لكل تفصيلة صغيرة كانت او كبيرة
دمت بخير