٢٣‏/٠٨‏/٢٠٠٨

حالة


ابو حامد الغزالي كان يقول "امهات الاخلاق واصولها اربعة":

الحكمة
الشجاعة
العفة
العدل

ثم شرح مراده من الحكمة:حالة للنفس بها تدرك الصواب والخطا,العدل :حالة للنفس بها تسوس الغضب واراد بالشجاعة:حالة للنفس تكن قوة الغضب منقادة للعقل في اقدامها واحجامها........

حقيقة عندما قرات تعريفه لكل صفة لم يستوقفني سوى كلمة"حالة" .....صفة مثل الشجاعة والحكمة من البديهي ان تكون صفات راسخة ثابتة ليست مجرد حالة.......حالة للنفس تعني ان كل شيء من الممكن ان يتغير بلحظة ......كثيرا ما اركن لبعض الصفات التي اظنها ثابتة راسخة ...لكن بمرور الايام وبكثرة التلاهي اجدني افقد صفة حميدة كنت املكها يوما واعتقدت انها اصل ثابت لايزال او يمحى.......اجدها استبدلت ببعض صفات اخرى اعتقدت اني محال ان اكونها او اعيشها يوما.....
الانسان حياته وتصرفاته ومشاعره ليست سوى حالة...... عندما قرات حديث "لايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" لم افهم حقيقة انتفاء الايمان...لكن بعد ان ايقنت ان الايمان ايضا "حالة" تترجم لسلوك قويم وسمو للروح.... اذا السارق وهو يسرق لم يكن" بحالة "ايمانية اطلاقا ... ....حديث سيد الاستغفار ايضا يحمل نفس المعنى ..تجده في جملة " وانا على عهدك ووعدك ماستطعت" كلمة ماستطعت تجعلني ادرك ان التزامي بالعهد والوعد قد لا يدوم........يعتمد على اجتهادي
اصبحت اكثر مرونة من ذي قبل بعد ان تفهمت "الحالة" كثيرا ما كنت انصب المحاكم لاصدقائي او لمن لهم قيمة بحياتي.... لتكون اي هفوة او خطا صعب ان يمحى او ان اتجاوزه......الان ادركت معنى ان تلتمس لاخيك سبعين عذرا....
كل جزء بحياتنا ليس سوى حالة ....
الانسان:
معلق بين العمل والراحة
معلق بين الالهية والبهيمية
معلق يتردد بين ايثار عقله او بدنه
يولد ولكن ليموت ويعلم ولكن ليخطىء
يختلط امره في فوضى من الفكر والشهوة
مخلوقا نصفه ليرتفع ونصفه لينحدر
سيدا لجميع الاشياء وفريسة لها جميعا......."الكسندر بوب"
كوننا جميعا نعيش "حالة" من الشجاعة او الكرم او العدل والمحبة او حتى الابداع يجعل فرصنا جميعا متساوية للحصول على اي خلق نرتضيه لنا, يكفي فقط ان تحاول ان تضع نفسك برياضة نفسية وذهنية-جهاد للنفس- في "حالة كرم" او "حالة شجاعة" او "حالة ابداع" تكن نابعة من اعتقادك بان ربك يجازيك خيرا عن تهذيبك لنفسك......فرص البشر جميعا متساوية لنيل او فقد ايا من الصفات الحميدة الامر كله يتوقف على "ماستطعت"....فقط راقب حالتك....ان كنت تملك ايضا صفة لاترضاها لنفسك فاعلم انها "حالة"طالت ايامها بك...باستطاعتك ان تستبدلها بحالة اخرى...وان وجدت انك باحسن "حال" فانتظر الاخر ليصبح مثلك...قد تكون حالته الان سيئة لكن يقينا اصله خير...رفقا به وبك....
"جددوا ايمانكم فان الايمان يبلى كما يبلى الثوب"
"وسع ربك كل شيء رحمة وعلما"

هناك ١٢ تعليقًا:

Mero.. يقول...

لا أريد أنا أبالغ في كلمات الثناء تعبيرا عن اعجابي بالبوست لذلك سأكتفي بوصفه بالرائع..
أتمنى ان تجد وقتا لتقرأ بوستي وإن كان بصيغة أقل جدية وبينهما اختلاف..الا انني بطريقةما شعرت بارتباط..
http://we2namaly.blogspot.com/2008/08/blog-post_556.html
واسمح لي بوضعك لينك التدوينة في بلوجي..
دمت في حفظ الله

Mero.. يقول...

اها معلش..وضعت يدي ع الاختلاف..
اعتقد ان الحالة ..نزلتها انا على الافعال والاحداث بينما نزلتها انت على ماعتقد على الصفات..
لكننا نتفق في اللوجيك والتصرف..
آسف على الاطالة رايح جاي..

Mero.. يقول...

أصبحت تعلقاتي شيئا لا يحتمل ..
لك تاج عندي..

أنفاس الصباح يقول...

الله!!
ما أجمل هذه الكلمات!
كم كنت بحاجة الى ما يعطينى امل فى استعادة نفسى.
انا الان امر بحالة فتور
وهى اكيد مؤقتة
وسأسترد حالتى الاولى يإذن الله
دعواتك

Abd Al-Rahman يقول...

صديقى عماد
كلما أقرأ لك موضوعا جديدا أدرك كم خسرنا من إكتساب معانى رائعة فى فترة انقطاعك عن التدوين ، موضوعك أكثر من رائع عزيزى وهو كما تفضلت انت بالذكر له أصل من القران والسنة فى حديث لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، وأيضا فى حديث الايمان يزداد وينقص ، وأيضا حديث قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
وانا إستفدت مما كتبت انت بأنى على الآن ان أؤمن اننى حين أكون قريبا من الله عز وجل فى الطاعات والعبادات الا أظن أبدا ان هذا تميزا منى او أظن بأنى بعيد عن السقوط فأنظر الى أصحاب المعاصى نظر احتقار وامتهان ، على ان أؤمن عندما أكون على قمة الجبل أنى من الممكن فى أية لحظة انى اكون بين من سقطوا فى الهاوية .
تحياتى لك صديقى
ثبتنى الله وإياك على طريق الحق
اللهم آمين

emad.algendy يقول...

عزيزي ميرو:
قرات البوست بمدونتك
ربما يكون التفكير واحد..
الصفة تنتهي لفعل...
جاري استلام التاج السبت القادم


انفاس الصباح:
اصبحت الان احتاج انا هذه التدوينة
:)
غالبا ما امر به ايضا حتما مؤقت...


عزيزي عبدالرحمن:
اخجلتم تواضعنا,حقيقة لخص فكرك كل ما اردت قوله
سعيدلاثرائك
تحياتي
دمت بخير

محاولة لكسر الصمت يقول...

حالة.... أعتقد أن هذه الكلمة قد تكون مصدر تفاؤل وتشاؤم في آن واحد,
لكن اسمح لي يا سيدي أن أختلف معك,
الامام الغزالي حين وصف الحكمة والشجاعة والعدل فقد تضمن تعريفه أفعالا آنية كالغضب والاختيار ما بين الصواب والخطأ, وهنا يمكن اعتبار الأمر مؤقتا لأنه مجرد فعل يتم وينتهي . لكن اللامؤقت هو الدافع لفعل هذا الفعل وهو مالاينطبق عليه وصف حالة لأنه من المبادئ الراسخة والثابتة فينا,أي يمكننا اعتبار وصف الامام الغزالي للكلمات الثلاث ما هو إلا توضيح للفعل الذي يترتب عن وجود تلك الصفات في الشخص المقصود....
وأخيرا تحياتي على موضوعك المتميز وفي أمان الله...

emad.algendy يقول...

دواير سعيد باثرائك كثيرا
معك يقينا ان "حالة"قد تكون مصدر تفاؤل او تشاؤم الامر كله يتوقف علينا نحن

الافعال جميعها انية لذا تكتسب صفة الحاضر او الماضي او المستقبل...اي صفة تنتهي لفعل اني يحدث ثم ينتهي ومن هنا كانت فكرة تدوينتي...لذا كان طلبي ان تضع نفسك بصورة مؤقتة في صفة ترتضيها عن طريق فعل اني مؤقت ليس اكثر...

عن الدوافع كان تعليقك ايضا:
ذكرت ذلك في جملة"جهاد للنفس" وان ربك يجازيك خيرا ان هذبت نفسك" لكن لم اطنب فيها لاركز اكثر على الحالة المؤقتة
....

لكن ايضا الدوافع جميعها تتغير عزيزتي
قتال خالد بن الوليد قبل اسلامه بدافع قبلي عصبي جاهلي ...قتاله بعد اسلامه لدافع جنة ونشر دعوة وتمكين دين ينهض بالانسان
اؤمن انه لاثوابت....

مرة اخرى تحياتي لاثرائك
سعيد بتعليقك
دمت بخير

إنسان || Human يقول...

بالفعل ذلك هو العدل بعينه ..في النهاية سندرك أن كل منا حصل على فرص متساوية .....هي حالات وذلك ما كنت مقتنع به بشده فكنت أدرك تماماً أننا نخطئ جميعاً
شيخونا وصغارنا وشبابنا نخطئ حتى لو كنا وصلنا إلى أعلى عتبات الإيمان ..وإلا كيف نستغفر دوماً ونتوب وذلك مرتبط إرتباطاً شديداً بأن الرب لايسعد إلا بعبد مذنب يتضرع لذنب إرتكبه
أسأل الله أن يهدينا جميعاً

emad.algendy يقول...

هيومان
اللهم امين
سعيد باثرائك
دمت بخير
لذا باب التوبة مفتوح
تحياتي لك

غير معرف يقول...

....لعله من افضل ما قرات من تدويناتك عزيزى نور ,إن أبا حامد محمد ابن محمد الغزالى الإمام المجتهد العالم صاحب التجربه والرحله الروحيه بين الفقه والفلسفه والتصوف والذى يرمى من البعض اليوم بالجهل والبدعيه لعالم واى عالم,يقول النبى صلى الله عليه وسلم القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ....فيشاء هذه هى الحاله..ليس الأمر فيه ظلم ولا جبر وإنما الله يقلبها بقدرته وإرادته التى تعلو كل إراده ويتقلب معها الإنسان بإرادته النابعه عن نفسه الإمارة بالسوء او اللوامة وهو خلال ذلك يتقلب بين طبيعته الروحيه الملائكيه التى ترنو إلى العوده إلى حيث مسكنها الاول فى الجنان أو طبيعته الأرضيه الترابيه السفليه وهو ليس بتراب محض ولا روح محض وإنما هو بين هذا وذاك يتردد بينهما ماشاء الله له وكيف شاء فعسى الله ان يختم له بخير أو سوء قد سبق ذلك فى علمه...يقول أبن عطاء الله السكندى رب معصيه أورثت ذلا واستغفارا خير من طاعه اورثت عزا واستكباراولو أننا كنا على قرار حال من خير لصافحتنا الملائكه فى الطرقات كما قال النبى ولكان حالنا كما قال الشاعر
إذا سكن الغدير على صفاء**وجنب ان يحركه النسيم
رأيت به السماء بلا إمتراءا**كذاك الشمس تبدو والنجوم
كذاك قلوب أرباب التجلى **يرى فى صفوها الله العظيم
وهو هنا يقصد بالله إرادته وطاعته لا ذاته

emad.algendy يقول...

ابونزار

اهااااااااااااا
ماذا اضيف بعد قولك؟
تحياتي لك